قالت صحيفة الشرق الأوسط في تقرير لها اليوم الجمعة، إن اتفاق خفض التصعيد، أدت لتراجع حدة القتال بين قوات الأسد وبين الجيش الحر وفصائل إسلامية، في الوقت الذي ارتفعت وتيرة القتال ضد تنظيم الدولة شرقي سوريا.
وأضاف التقرير، أنه في الوقت الذي ينتظر حسم مصير “هيئة تحرير الشام” النصرة سابقا، والتي تسيطر على إدلب، يتوقع اندلاع حروب وصراعات جدية في سوريا على المدى المتوسط والطويل، خاصة ان لم يتم الموافقة على حل سياسي يشمل المناطق التي لم تدخل اتفاق خفض التصعيد.
يقول تقرير الشرق الأوسط، أن واشنطن تعتقد، أنها حققت اختراقا بموافقة روسيا، على عدم وجود قوات غير سورية، في مناطق هدنة الجنوب، في درعا والقنيطرة والسويداء، ما يعني انسحاب الميليشيات الأجنبية ” الشيعية” التي تساند الأسد، غير أن موسكو مقتنعة أنها جلبت واشنطن إلى التعاون رغم التوتر بينهما.
يشير التقرير إلى احتمال حدوث اقتتال بين الجيش الحر وفصائل إسلامية من طرف، وبين داعش وتحرير الشام من طرف، استنادا لبنود اتفاق تخفيف التصعيد.
على الجانب الآخر، يؤكد التقرير ان الأسد لم يغير خطته المتمثلة بالهجوم العسكري، إذ إنه ما زال ينتظر الانقضاض على المناطق الخارجة عن سيطرته، حتى أنه يرفض وجود مجالس محلية مدنية في مناطق المعارضة، على عكس موسكو التي صادقت على اتفاق تخفيف التصعيد ومعها إيران وتركيا.
لكن القوات المؤلفة من 1000 عنصر من الشرطة العسكرية الروسية اليشان، الذين نشرتهم روسيا في مناطق تخفيف التصعيد في جنوب ووسط سوريا، تعيق الأسد عن تقدمه وهجومه على المناطق، في ظل افتقار نظام الأسد إلى القوة البشرية اللازمة لتنفيذ مثل هذا الهجوم، غير أن نظام الأسد قد يتحدى خطوط التماس خصوصاً أن الفرق بين مقاربة روسيا والأسد، ليس مختلفاً كثيراً لجهة بسط سيطرة سلطة الدولة والتمسك بوحدة أراضي البلاد .
يقول التقرير، إن الأسد يواجه تحديا متمثلا بمسألة إعادة إعمار المناطق المدمرة والتي استعاد سيطرته عليها، وذلك بسبب رفض دول غربية دعم إعادة الإعمار دون حل سياسي مقبول، على جانب غياب القدرة المالية لحلفاء الأسد لتعويض كلفة الدمار التي تتجاوز 250 مليار دولار أميركي.
ويلقي التقرير الضوء على بوادر معارك أخرى بين أمراء الحرب ورجال الأعمال الجدد، الذي برزوا في اقتصاد الحرب ويتنافسون على حصة في مستقبل البلاد التي زادت فيها معدلات الجريمة والفساد، وتراجعت الكفاية الإدارية وسلسلة ترابط السلطة، مؤكدا أن الحروب الأخرى المحتملة، هي بين ميليشيات تابعة لإيران تضم عناصر سوريين وأجانب يدينون بالولاء لطهران، وبين قوات الأسد التي تضم الجيش وقوات تحاول روسيا الحفاظ عليها، لتطرح موسكو هنا وراء أبواب مغلقة تشكيل مجلس عسكري مشترك يعكس توازنات إقليمية ومحلية داخلية من عرب وأكراد.
في سياق منفصل، يقول التقرير إن قلق تركيا من تقدم ميليشيا قوات سوريا الديموقراطية، شمال شرقي سوريا، لثلاثة أسباب أولها، تقدم الأكراد بسلاح أميركي وغطاء التحالف الدولي. الثاني، اعتبار أكراد سوريا امتداداً لأكراد جنوب تركيا. الثالث، وجود كيان كردي سوري وزيادة وجود إقليم كردستان العراق سينقلان الإلهام السياسي – الجغرافي إلى تركيا التي باتت تحت ضغط أميركي وروسي.
وطن اف ام