اعتبر نشطاء مسيحيون سوريون أن تعيين الأسد لحمودة صباغ، رئيسا لمجلس الشعب في حكومته خديعة سياسية لعموم مسيحيي سوريا، ولن توصلهم لحقوقهم الدينية أو القومية.
وكان مجلس الشعب قد انتخب صباغ المسيحي السرياني وابن مدينة الحسكة، رئيساً جديداً للمجلس بعد أن فاز بغالبية 193 صوتاً من إجمال 252 صوتاً يشكلون أعضاء البرلمان.
ويُعدّ صباغ أول مسيحي ينتخب لهذا المنصب بعد فارس الخوري، الذي كان رئيساً للبرلمان لولايتين 1920-1946 و1946-1959، وهو نائب عن محافظة الحسكة وينتمي إلى حزب البعث الحاكم.
كما عين صباغ بعد أيام من استقبال رأس النظام في سوريا بشار الأسد للمشاركين في المؤتمر الشبابي السرياني، وبعد نحو شهرين من إعفاء رئيسة مجلس الشعب السابقة هدية عباس من منصبها نتيجة اتهامها بالقيام بتصرفات غير ديمقراطية تنعكس سلباً على المجلس.
وقال سليمان يوسف، الناشط السياسي الآشوري، إن تعيين صباغ رئيساً لمجلس الشعب السوري هو مجرد خديعة ورشوة سياسية رخيصة، للسريان الآشوريين ولعموم مسيحيي سوريا، وخطوة معنوية ليس لها أية قيمة قانونية وحقوقية على صعيد الحقوق القومية والديمقراطية للسريان الآشوريين السوريين.
وأضاف لوكالة آكي الإيطالية أن رئيس أعلى سلطة تشريعية في نظام دكتاتوري أقرب إلى حكم الفرد، لن يكون له أية سلطة أو صلاحيات بممارسة مهامه بشكل ديمقراطي حر، ووضع الصباغ في هذا الموقع، هو مجرد مكياج لتجميل صورة رئيس النظام التي اهتزت أمام الرأي العام المحلي والخارجي.
كما رأى ظافر عساف، المحامي والناشط السياسي أن تعيين سرياني مسيحي في هذا المنصب رد فعل من نظام الأسد على محاولة أكراد شمال سوريا، وفي محافظة الحسكة تحديداً فرض حكم ذاتي تحت قوة السلاح والأمر الواقع، وهو رسالة من النظام بأن لكل أقليات الشمال السوري الحق في هذه المناطق، قد يكونوا هم ممثلو المواطنين في الشمال السوري وليس الأكراد الراغبين بالقيام بخطوات شبه انفصالية، وفق قوله.
وطن اف ام