أمل أفضل للطبقة ، هكذا تتمنى مجموعة شباب من مدينة الطبقة قرروا تأسيس جمعية أطلقوا عليها اسم : Better Hope for Altabqa أو ” أمل أفضل للطبقة ” لإعادة الحياة للمدينة التي عانت من تنظيم داعش ثلاثة أعوام توقفت فيها جميع الاعمال الانسانية تقريباً من جمعيات خيرية ومنظمات اغاثية عالمية او حتى محلية بمافيها تلك التي كانت تدعم القطاع الصحي اضافة الى التعليم ودعم قطاع التعليم، بحسب مراسل وطن اف ام.
وقد منع تنظيم الدولة ” داعش جميع الخدمات العامة والمؤسسات من العمل في مناطق سيطرته، وقام بخطف وقتل العديد من العاملين في هذه المنظمات أو الجمعيات وتعريض حياة الكثيرين منهم للخطر .
وقال مراسل وطن اف ام ،فمع فقدان تنظيم الدولة سيطرته على الطبقة، وكل ماتعرضت له المدينة من دمار وخراب بسبب قصف طيران التحالف والمعارك التي دارت داخل المدينة أثناء تقدم ما يسمى ” قوات سوريا الديمقراطية” للسيطرة عليها .
ونقل المراسل ، عن القائمين على المشروع الجديد أنه مع سيطرة ما يسمى قوات سوريا الديمقراطية على المدينة ، كان لابد من العمل لإعادة الحياة الى المدينة التي هجر منها معظم السكان بسبب المعارك.
وأضاف المراسل ، قررت مجموعة من الشباب المثقفين في مدينة الطبقة العمل بالاعتماد على انفسهم وقاموا بتأسيس جمعية “Better Hope for Altabqa ” أمل أفضل للطبقة ” وباشروا بأعمال تطوعية في المدينة كطلاء منصفات الطرق والمشاركة بحملات النظافة ثم تطورت أعمالهم إلى مشاريع خدمية في المدينة.
وفي تصريح خاص لاذاعة وطن اف ام ، تحدث مهند الاحمد أحد المؤوسسين وعضو لجنة العلاقات العامة والاعلام في الجمعية عن أعمال الجمعية وفكرة تأسيسها ، كان أول اجتماع تأسيسي للجمعية بتاريخ ٢٠١٧/٦/٦ وحصلت الجمعية على التصريح من مكتب شؤون المنظمات التابع لمجلس الرقة المدني بتاريخ ٢٠١٧/٦/٩ بعد شهر من سيطرة قوات ” قسد ” على الطبقة.
وأشار الأحمد إلى أن الأعضاء المؤسسين للجمعية هم من أبناء المدينة وتأسست بجهود شخصية منذ البداية ، وتتألف الجمعية من عدة أعضاء تم تكليف كل شخص منهم بعمل ما ، وقسمت إلى، رئيس مجلس إدارة الجمعية ، ولجنة الموارد البشرية ، ولجنة العلاقات العامة والاعلام ، واللجنة المالية ، ولجنة الخدمات ،مسؤول المشاريع.
وتهدف الجمعية بحسب الأحمد إلى، العمل في مجال تقديم الخدمات الفنية والدعم، و بث روح التعاون والمحبة والتكافل الاجتماعي والاسري بين أفراد المجتمع ، والتنسيق والتعاون لمختلف الفعاليات الداعية لرعاية وتأهيل ورفع مستوى ذوي الاحتياجات الخاصة، ودمجهم في المجتمع من خلال توفير الإمكانيات اللازمة والمتوفرة ، وتحسين وتطوير وتنمية أوضاع المرأة تربويا وثقافيا واجتماعيا وصحيا ، ونشر الوعي بين أفراد المجتمع وضرورة توعية المرأة بأهمية تعليمها وتأهيلها علميا واجتماعيا، بالإضافة بالمساهمة في صيانة المشاريع الضرورية المتوفرة سواء كانت ( صحية ،طرقات،مدارس.خدمية ) والعمل مع الجهات الفاعلة لضمان سلامة تلك المرفقات.
وأكد الأحمد أن الجمعية قدمت خدماتها عن طريق المشاريع المنفذة وكان أول مشروع هو إزالة معالم داعش وتوجيه رسائل معنوية تحمل مواضيع عدة منها ( أهمية التعليم ، دور المرأة ، التكافل الاجتماعي ، والتحذير من خطر الالغام ) كما تم توزيع بروشورات وملصقات عن هذه الرسائل.
وصرح الأحمد أن الجمعية تقوم الآن بمشروع النظافة العام في كامل المدينة بغية اظهار جمالية المدينة وازالة النفايات منها والحد من انتشارها والذي يسبب انتشار الأمراض المعدية.
وفي إطار حديثه قال الأحمد ، تم افتتاح مركز الطفولة الآمنة وهو الأول من نوعه في المدينة حيث يهتم بمجال الدعم النفسي والإرشاد للأطفال من عمر ٤-٦ سنوات ويهتم بمعالجة الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة وطرق دمجهم بالمجتمع.
كما يقوم المركز ببرنامج لمحو الامية من العمر ١٢-١٨ سنة وموجه للذين فقدوا التعليم أثناء الأوضاع السابقة للمدينة، بالإضافة إلى نشاط الفريق الجوال التابع للمركز والذي يعمل على تقديم الدعم النفسي للذين لايستطيعون القدوم إلى مركزنا بسبب بُعد المركز فيتم استهدافهم في المناطق المحيطة في المدينة مثل القرى والبلديات الصغيرة .
وذكر الأحمد أن الجمعية تتلقى الدعم المادي لتنفيذ مشاريعها فقط من خلال برنامج فرات ولا يوجد حتى الآن أي داعم آخر لمشاريعنا.
وعن الصعوبات التي تواجه الجمعية أسهب الأحمد ، تكمن الصعوبات لدى الجميع ( منظمات مجتمع مدني ) في مسائل التنسيق مع الجهات المعنية، حيث يتم فرض قوانين وأمور روتينية لا تساهم وتعيق تأخر في إنجاح بعض المشاريع، كما حصل في مشروع مركز الطفولة حيث تم اخطارنا بضرورة التنسيق مع لجنة التربية وبعد أخذ ورد لإسبوع كامل تم إحالة الموضوع لمجلس المرأة وتم البدء من جديد وبعد دراسات ونقاشات كادت أن تؤدي إلى إيقاف المشروع تم التدخل من مجلس الرقة المدني لحل الموضوع.
وختم الأحمد حديثه، توفر الدعم هو مسألة ضرورية لإكمال المشاريع ، حيث يغطي كل مشروع احتياجات مايقارب الـ ٥٠ أسرة من حيث توظيف المسؤول عنهم في المشاريع، فمشروع النظافة مثلا يغطي احتياجات مايقارب ٨٠ أسرة من خلال توظيف مراقبين وعمال وسائقين وأصحاب آليات.
هذا وسيطرت قوات ما تسمى ” قسد ” على مدينة الطبقة بريف الرقة وطردت تنظيم الدولة منها، في الثلث الأول من شهر أيار بالعام الجاري.
مهاب ناصر – وطن اف ام