أفول نجم تنظيم “داعش”، واستمرار جرائم نظام الأسد ضد المدنيين، لا سيما مجزرة خان شيخون وتكثيف هجماته على الغوطة الشرقية، وانطلاق مباحثات أستانا وميلاد المناطق الآمنة، انتشار القوات التركية في إدلب، زيادة الولايات المتحدة دعمها لميليشيا ” ب ي د ” الكردية.
خمسة تطورات رئيسية كانت هي الأبرز، والتي ألقت بظلالها على مجريات الأحداث الميدانية والسياسية بالساحة السورية خلال عام 2017.
مباحثات أستانا
شهدت العاصمة الكازاخية أستانا 8 اجتماعات لبحث موضوعات متعلقة بالملف السوري بضمانة تركيا وروسيا وإيران.
انطلق أول اجتماع بأستانا في 23 يناير/كانون ثان 2017، بعد أسابيع من دخول اتفاق وقف إطلاق النار، حيز التنفيذ في 30 ديسمبر/ كانون الأول 2016، بضمانة تركية وروسية.
وفي فبراير/شباط الماضي، جرت الجولة الثانية التي اختتمت ببيان أكد المشاركون فيه إقرار آلية ثلاثية، بمشاركة تركيا وروسيا وإيران، لمراقبة وقف إطلاق النار الجزئي الساري في سوريا منذ 30 ديسمبر/كانون 2016.
وفي اجتماعات “أستانا 4″، التي عقدت في 4 مايو / أيار الماضي، كان التطور المهم، حيث اتفقت الدول الضامنة على إقامة “مناطق تخفيف التصعيد”، يتم بموجبها نشر وحدات من قوات الدول الثلاث لحفظ الأمن في مناطق محددة بسوريا.
وبدأ سريان الاتفاق في 6 من الشهر نفسه، ويشمل 4 مناطق رئيسية هي: إدلب، وحلب ، وحماة، وأجزاء من اللاذقية، فضلا عن الغوطة الشرقية الواقعة على مشارف العاصمة دمشق.
واستمر قطار أستانا في السير إلى أن أقر البيان الختامي لـ”أستانا 8″ (عقد خلال الشهر الجاري)، تشكيل لجنتي العمل، من أجل بحث ملف المفقودين والمعتقلين، وتبادل الجثث.
كما تقرر في “أستانا 8″، عقد مؤتمر الحوار السوري، في 29-30 يناير/ كانون الثاني المقبل، في مدينة سوتشي الروسية، ليكون رافدا للمساعي الأممية للحل السياسي.
وعلى الصعيد السياسي أيضا، شهد العام الحالي 5 جولات من المحادثات في جنيف، وجرى الاتفاق في أولاها (جنيف 4)، فبراير/شباط الماضي، على أربعة ملفات لمناقشتها كجدول أعمال للمحادثات، وهي: الحكم الانتقالي، والدستور، والانتخابات، ومكافحة الإرهاب.
ولم تحقق الجولات التالية، (جنيف 5) انطلقت مارس/ آذار، و(جنيف 6) مايو/أيار، و(جنيف 7) يوليو/تموز، و(جنيف 8) من نوفمبر/ تشرين الثاني حتى 15 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، أي تقدم يذكر في تلك الملفات.
أفول نجم “داعش”
أوائل 2017، خسر “داعش” أهم معاقله في الشمال السوري، في عملية للجيش الحر بالجيش التركي، أطلق عليها اسم “درع الفرات”، واستمرت من أغسطس/آب 2016 إلى نهاية مارس/آذار 2017، بعد أن تمكنت من تحقيق أهدافها بطرد التنظيم من عدة بلدات ومدن، أهمها مدينة الباب، في الريف الشمالي لمدينة حلب.
وخلال العام الجاري أيضا، خسر “داعش” أهم معقلين له في البلاد، الرقة في الشمال، لصالح ميليشيا “ب ي د” بدعم من الولايات المتحدة، ودير الزور في الشرق، لصالح قوات الأسد وحلفائه، ولم تتبق له سوى جيوب قرب الحدود مع العراق، وفي أماكن أخرى متفرقة في البلاد.
واحتل ميليشيا “ب ي د” مدينة الرقة، يوم 17 أكتوبر/تشرين أول وجزء من دير الزور الواقع شرقي نهر الفرات، في 9 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بعد طرد عناصر “داعش” منها، بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية، فيما سيطرت قوات الأسد على مركز دير الزور والجزء الواقع منها غربي نهر الفرات، بغطاء جوي روسي.
استمرار جرائم النظام (خان شيخون- الغوطة الشرقية)
لم يختلف العام الجاري عن سابقيه من حيث استمرار جرائم نظام الأسد ضد المدنيين، ففي 4 أبريل/ نيسان الماضي، استشهد أكثر من 100 مدني، وأصيب أكثر من 500 غالبيتهم من الأطفال في هجوم بالأسلحة الكيميائية شنته طائرات الأسد على “خان شيخون” بريف إدلب، وسط إدانات دولية واسعة.
وردًا على الحادث وبعد 3 أيام من وقوعه، هاجمت الولايات المتحدة الأمريكية بصواريخ عابرة من طراز “توماهوك”، قاعدة الشعيرات الجوية في حمص، مستهدفة طائرات لنظام الأسد ومحطات تزويد الوقود ومدرجات المطار.
وفي 26 أكتوبر/تشرين أول الماضي، حملت لجنة التحقيق الدولية حول استخدام أسلحة كيماوية بسوريا، نظام الأسد مسؤولية استخدم أسلحة كيماوية في هجومها على بلدة “خان شيخون”.
ولا تقل بشاعة جريمة تشديد نظام الأسد حصاره وقصفه على الغوطة الشرقية بريف دمشق عن جرائمه الأخرى مثل خان شيخون وغيرها.
وتقع الغوطة الشرقية ضمن مناطق “تخفيف التصعيد”، التي جرى تحديدها من قبل تركيا وروسيا وإيران، في إطار المباحثات التي جرت بأستانا في مايو/أيار الماضي.
ويعيش نحو 400 ألف مدني بالغوطة الشرقية، في ظروف إنسانية مأساوية؛ جراء حصار قوات الأسد على المنطقة، منذ قرابة 5 سنوات.
ومنذ قرابة 8 أشهر، شدّد نظام الأسد بالتعاون مع مليشيات إرهابية أجنبية، الحصار على المنطقة، وهو ما أسفر عن قطع جميع الأدوية والمواد الغذائية عنها.
يُشار إلى أن سكان الغوطة كانوا يدخلون المواد الغذائية إلى المنطقة عبر أنفاق سرية وتجار وسطاء حتى أبريل/ نيسان الماضي، قبل إحكام النظام حصاره على المدينة.
انتشار القوات التركية في إدلب
منتصف سبتمبر/أيلول الماضي، أعلنت الأطراف الثلاثة الضامنة للمسار السياسي في سوريا، في العاصمة الكازخية أستانا، توصلها لاتفاق بإنشاء منطقة “تخفيف التصعيد” في إدلب، وفقًا لاتفاقٍ موقّع في مايو/ أيار الماضي.
وأعلنت رئاسة الأركان التركية، 13 أكتوبر/تشرين أول الماضي، أن أفرادا من قواتها بدأت بتشكيل نقاط مراقبة في “منطقة تخفيف التصعيد” بمحافظة إدلب، في إطار مسار أستانا.
زيادة واشنطن دعمها لـ قسد
رغم الأدلة التي قدمتها تركيا، على الصلة العضوية التي تربط بين ميليشيا ” ب ي د ” في سوريا، إلا أنّ الولايات المتحدة الأمريكية، أصرّت على إمداد “ب ي د”، بترسانة من الأسلحة المتنوعة، تحت ذريعة محاربة تنظيم “داعش”.
ويعتقد أن الولايات المتحدة الأمريكية قدمت لميليشيا”ب ي د” في عام 2017، أسلحة يقدر حجمها بحمولة 50 طائرة شحن.
وطن اف ام / الأناضول
