أجرى ما يسمى بـ” المركز الروسي للمصالحة الوطنية في سوريا”، لقاء عمل مع شيوخ عشائر ذوي نفوذ لدى فصائل الجيش الحر، وقال الجنرال يوري يفتوشينكو، المتحدث باسم المركز ومقره مطار حميميم العسكري بريف اللاذقية، إن اللقاء تناول أهم شروط المصالحة المطروحة من قبل الطرفين المتنازعين.
وذكر المتحدث أن مركز حميميم أجرى 14 لقاء عمل واجتماعا تفاوضيا بشأن المصالحة في سوريا، وأضاف أن المركز يعمل مع قادة محافظة القنيطرة على التوصل إلى اتفاقات حول انضمام بلدات الحميدية ومجدولية وجباتا الخشب إلى وقف إطلاق النار، إضافة إلى مواصلة مفاوضات بالشأن ذاته مع فصائل الحر في أرياف حمص وحلب ودمشق وحماة.
وقال المنسق العام للمجلس الأعلى للعشائر والقبائل السورية مضر حماد الأسعد: “إن الاحتلال الروسي إضافة إلى النظام السوري سعوا دائما إلى عقد اجتماعات للعشائر والقبائل السورية بهدف ضمها إلى صفوفهم والحصول على شرعية الشعب السوري من خلال القبائل التي تمثل أكثر من 60% من المجتمع السوري من خلال الترغيب والترهيب ومن أجل ذلك تم استحداث مشيخات جديدة وزعماء جدد للعشائر مع تقديم الدعم لهم، بكل أشكاله سياسي وعسكري ومالي”.
وأكد على أن روسيا تعمل جاهدة للسيطرة على العشائر والقبائل السورية من أجل أخذها كشهود زور إلى مؤتمر سوتشي وغيرها من المؤتمرات المدعومة من قبل موسكو للموافقة على إعادة تدوير نظام الأسد وتشكيل كتائب عسكرية لتحارب على الأرض مع النظام ضد الشعب السوري والجيش السوري الحر.
واستطرد بالقول: “إن أغلب العشائر والقبائل السورية ومن كافة القوميات والطوائف هي تحت مظلة المجلس الأعلى للعشائر والقبائل السورية الذي عقد أكثر من اجتماع من أجل ذلك في المناطق المحررة في حلب ودرعا وإدلب وريف حماه وجرابلس والباب وإعزاز إضافة للعشائر اللاجئة في دول الخليج العربي والأردن وتركيا والمخيمات في دول الجوار”.
وأشار الأسعد إلى أنه خلال تواصلهم مع العشائر والقبائل التي تحت سيطرة النظام ذكروا أن الظروف سيئة جدا، وأشاروا إلى تواجد ضغوط أمنية واقتصادية واجتماعية عليهم للعمل مع دول الاحتلال والنظام وحزب الله والأسايش.
من جهته يرى المعارض السياسي السوري عبد المنعم حمادة، أن هدف الاجتماع هو كسب زعماء العشائر والقبائل السورية المتسلقين على أكتاف الثورة، حيث تحاول روسيا إقناع المجتمع الدولي بأنها قادرة على حل القضية السورية عبر هؤلاء الذين يمثلون طيفا كبيرا من المعارضة السورية لاسيما أن العالم الغربي يعرف مدى تأثير العامل القبلي في المجتمعات العربية بشكل عام والسورية بشكل خاص.
وقال إن روسيا تسعى لكسب شريحة جديدة قد تكون بديلا عن الفصائل والتجمعات والشخصيات التي رفضت حضور مؤتمر سوتشي أتقنت العالم بأنها قادرة على إدارة الدفة كما تشاء في سوريا، إضافة إلى أنه قد يكون ردا على مؤتمرات القبائل والشعائر السورية التي عقدت مؤخراً في إسطنبول والريحانية وطرابلس والباب.
ويعتقد حمادة أن موسكو تستطيع إغراء بعض ضعاف النفوس من العشائر والقبائل لحضور مؤتمر “سوتشي” بمباركة من هؤلاء الساعين لمنصب.
وأكد على أن قوى الثورة التي حضرت أستانا فقدت أوراق قوتها وتخلت عن مطالب الثورة وما يجري في ريفي إدلب وحماة اليوم هو من نتائج مؤتمر “أستانا”، طالما أن الأجندات اللاوطنية تتحكم بقرار المعارضة.
وشدد حمادة على أن هناك بعض التكتلات والتجمعات التي تسعى للمصالحة مع النظام طمعا بمنصب وزارة أو عضوية برلمان، معتبرا أن هؤلاء سيلعنهم التاريخ عاجلا أم آجلا، على حد تعبيره.
وطن اف ام / عربي 21