انتهت مرحلة التهديد والتصعيد السياسي من قبل تركيا ضد مليشيا “وحدات حماية الشعب والمرأة الكردية” المكون الرئيس لما يعرف بـ “قوات سوريا الديمقراطية”، وبدأ العمل العسكري على مدينة عفرين بريف حلب الشمالي، بمشاركة الجيش التركي و فصائل عسكرية من الجيش السوري الحر.
العملية العسكرية التي أطلق عليها اسم “غصن الزيتون” كانت قد بدأت فعلاً مساء يوم السبت، باستهداف المقاتلات التركية “مئة وثمانية مواقع” تابعة لمليشيا “وحدات حماية الشعب والمرأة الكردية” بينها معسكري (جلمة وقيبار) بريف مدينة عفرين، إضافة إلى استهدافها قرى تابعة للمدينة.
كما استهدفت الطائرات التركية التي انطلقت من قاعدة “ديار بكر العسكرية” مواقع عسكرية وحواجز تابعة لمليشا الوحدات الكردية في بلدة تل رفعت وريف مدينة الباب، وقرى “عين دقنة، مرعناز ومنغ” بريف حلب الشمالي.
الجيش السوري الحر القوة الاساس في المعركة
وتزامن القصف الجوي والبري على مواقع مليشيا “الاتحاد الديمقراطي الكردي” انتشار وحدات من الجيش التركي وفصائل من الجيش السوري الحر، في محيط مدينة عفرين شمال حلب ومدينة منبج شرقاً، إضافة إلى تعزيز الثوار نقاط تمركزهم على مشارف القرى التي تسيطر عليها “قسد” بريف حلب الشمالي، استعداداً لبدء هجوم بري مرتقب.
العملية العسكرية تأتي ضمن سعي قوات الجيش السوري الحر الذي يعد أساس هذه المعركة، لتطهير الأراضي السورية من المليشيات المعادية للشعب السوري وتطلعاته في نيل الحرية والكرامة كما يوضح القيادي في الجيش السوري الحر “محمود أبو ابراهيم”
ويقول: انتهت عملية نقل المقاتلين المشاركين في معركة السيطرة على مدينة عفرين إلى الحدود الشمالية للمدينة قرب الشريط الحدودي، وبدء الهجوم البري على مدينة عفرين بالسيطرة على قرية “شنكيلة” قرب ناحية راجو بريف مدينة عفرين.
وفي رده على سؤال “وطن” حول الفصائل المشاركة في عملية “غصن الزيتون” وتعداد المقاتلين المشاركين فيها من جانب الجيش الحر، قال القيادي “أبو ابراهيم”: تتراوح أعداد المقاتلين المشاركين ضمن عملية “غصن الزيتون” بين “الستة آلاف وعشرة آلاف مقاتل” منضوين تحت راية “الجيش الوطني السوري” الذي يضم معظم الفصائل العاملة في الشمال السوري، وهو القوة الوحيدة المتواجدة في المعركة إلى جانب القوات التركية.
الحرب القومية في معركة عفرين
أثار اعلان الحكومة التركية بدء معركة السيطرة على مدينة عفرين بالتشارك مع قوات الجيش السوري الحر حفيظة الكثير من الكرد السوريين، ودفعهم إلى اتهام فصائل الثورة بتحولهم إلى مقاتلين بالوكالة تابعين للحكومة التركية، واتهامهم بالتعاون مع روسيا وايران ضد أكراد عفرين.
لكن “تلاقي مصالح الثورة السورية مع مصالح دولة مجاورة لسوريا لايعني بالضرورة تحول الثوار إلى مقاتلين بالوكالة، خاصة وأن الثورة اليوم تواجه أكثر من عدو، وبالنسبة لنا فإن مليشيا “وحدات حماية الشعب والمرأة الكردية” تنظيم ارهابي يحتل أراض سورية” كما يقول القيادي في لواء صلاح الدين “مسعود ايبو”.
ويضيف: تعاونت مليشيات (pkk) و (pyd) مع روسيا ونظام الأسد وأمريكا ضد الشعب السوري في مدينة حلب ومناطق شرق سوريا، وأثارت حرباً قومية بين العرب والكرد بعد احتلالها مناطق عربية بريف حلب الشمالي، وتهجير أكثر من مئة ألف مدني عربي وكوردي من مناطقهم، إضافة إلى اعتقالها كل كوردي ينتمي إلى الثورة السورية، ولم يكن آخرهم قادة المجلس العسكري الكردي في حلب.
وحول ما إذا كانت المعركة تتخذ طابعاً قومياً بالنسبة إلى فصائل الثورة المشاركة في المعركة، يقول القيادي مسعود ايبو: قرار تركيا في اعلان معركة تهدف إلى طرد المليشيات الارهابية من مدن “عفرين ومنبج” تأخر كثيراً، خاصة وأن المليشيات المسيطرة عليها تتبع لتنظيم “حزب العمال الكوردستاني الارهابي” (pkk) الذي يعتبر عدوا للشعب الكردي في سوريا وتركيا، قبل أن يكون عدواً وخطراً على أمن وشعب تركيا.
وأكد القيادي مسعود ايبو الذي ينحدر من مدينة عفرين: “أن تعداد المقاتلين الكرد المشاركين في معركة عفرين تجاوز الخمسمئة مقاتل من لواء صلاح الدين الكوردي، بينما يشارك أكثر من “ثلاثمائة” كوردي من فصيل “الجبهة الشامية” وغيرهم من المقاتلين الكورد المنظمين ضمن بقية الفصائل، وجميعنا تحت راية الجيش الوطني السوري”.
معركة السيطرة على مدينة عفرين وباقي المناطق التي تسيطر عليها مليشيا “قوات سوريا الديمقراطية” بريف حلب الشمالي، لاتزال في بداياتها، لكنها بنظر أكثر من مئتي ألف مهجر من المناطق التي تسيطر عليها “قسد” فهي معركة الأمل والخلاص من حياة الخيام القاسية.
وطن اف ام