أعلنت الأمم المتحدة وصول أول قافلة مساعدات إنسانية مشتركة إلى منطقة الغوطة الشرقية بريف دمشق، اليوم الإثنين، للمرة الأولى منذ 15 نوفمبر/ تشرين ثان الماضي ، ثم أعلن ناشطون انسحابها قبل تفريغ كامل الشحنة بعد تهديد روسي بالقصف.
وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، استيفان دوغريك، إن قافلة مشتركة بين وكالات تابعة للمنظمة الدولية والهلال الأحمر العربي (السوري) واللجنة الدولية للصيب الأحمر دخلت، اليوم، مدينة دوما في الغوطة الشرقية المحاصرة.
وأوضح دوغريك، في مؤتمر صحفي بمقر الأمم المتحدة في نيويورك، أن القافلة تقوم حاليًا (18:50 ت.غ) بتفريغ حملتها، وتقديم الغذاء لنحو 25 ألف شخص من الذين في حاجة ماسة للمساعدات الغذائية والمستلزمات الصحية.
فيما أكد ناشطون إعلاميون أن الوفد المرافق للقافلة انسحب من الغوطة الشرقية بعد تلقيه أمرا من القوات الروسية بالانسحاب، ذلك قبل إتمام تفريغ حمولة قافلة المساعدات الإنسانية التي دخلت إلى مدينة دوما.
وأضاف الناشطون أن الوفد انسحب وبقيت نحو تسع شاحنات لم تفرغ في المستودعات، تزامن ذلك مع قصف مكثف من طائرات روسيا ونظام الأسد بمختلف أنواع الأسلحة على أنحاء مختلفة بالغوطة الشرقية.
وتضم القافلة 46 شاحنة محملة بمواد طبية وغذائية تكفي 27 ألفًا و500 شخصًا، وفق الأمم المتحدة.
وأضاف أنه “لم يتم السماح (من جانب قوات الأسد) بتفريغ العديد من الشحنات الصحية، كالمستلزمات الطبية الضرورية لإنقاذ الأرواح، أو أن تحل محلها مواد إنسانية أخرى”.
وقال المتحدث الأممي إن “الغارات الجوية والقصف تواصلت في الغوطة الشرقية بالتزامن مع وصول الشاحنات إلى دوما، كما استمرت أعمال القصف من الغوطة الشرقية باتجاه العاصمة دمشق”.
وكرر دوغريك “دعوات الأمم المتحدة لجميع الأطراف بتسهيل الوصول غير المشروط وغير المعاق والمستدام إلى جميع المحتاجين في جميع أنحاء سوريا، وخاصة في الغوطة الشرقية وغيرها من المناطق المحاصرة”.
وهذه هي أول قافلة مساعدات إنسانية تدخل الغوطة الشرقية، منذ بدأت قوات الأسد التصعيد عسكريًا ضد المنطقة، في 18 شباط/ فبراير الماضي ما سبب استشهاد أكثر من 700 مدني وجرح الآلاف بحسب أطباء بلا حدود.
هذا وكان مجلس الأمن اعتمد -بالإجماع-، السبت قبل الماضي، القرار 2401، الذي يطالب جميع الأطراف بوقف الأعمال العسكرية لمدة 30 يوما على الأقل في سوريا، ورفع الحصار المفروض من قبل قوات الأسد عن الغوطة الشرقية والمناطق الأخرى المأهولة بالسكان.
وفي مقابل قرار مجلس الأمن، أعلنت روسيا، الاثنين الأسبوع المنصرم، “هدنة إنسانية يومية” في الغوطة الشرقية، بدءا من الثلاثاء، وتمتد لخمس ساعات فقط يوميا، وتشمل “وقفا لإطلاق النار يمتد بين الساعة التاسعة صباحا والثانية من بعد الظهر؛ للمساعدة في إجلاء المدنيين من المنطقة”، حسب بيان لوزارة الدفاع الروسية.
وفي وقت سابق قالت فيه روسيا إن مجموعة كبيرة من المدنيين خرجت عبر الممر (معبر مخيم الوافدين)، أكدت مصادر عسكرية ومحلية وناشطين عدم خروج مدنيين من الغوطة باستثناء عائلة تحمل الجنسية الباكستانية، في حين خرق نظام الأسد “الهدنة اليومية” منذ اليوم الأول لها واستمر بقصف الغوطة وسط محاولات لاقتحامها.
ومنذ أكثر من 10 أيام ، تشن قوات الأسد بدعم روسي وإيراني قصفا هو الأشرس على الأحياء السكنية في الغوطة الشرقية، آخر معقل كبير للثوار قرب دمشق.
وتحاصر قوات الأسد نحو 400 ألف مدني في الغوطة الشرقية، منذ أواخر 2012؛ حيث تمنع دخول المواد الغذائية والمستلزمات الطبية لهم.
وطن اف ام