أوضاع انسانية صعبة، يعيشها مايقارب النصف مليون مدني من المقيمين حالياً في مدينة عفرين بريف حلب الشمالي، مع تعطل الخدمات واقتراب المعارك من مركزها، إضافة إلى منع المليشيات المسيطرة على المدينة المدنيين من الخروج نحو مناطق سيطرة الجيش السوري الحر.
الهروب من عفرين مكلف
وبحسب مصادر ميدانية، فقد تجاوز تعداد المدنيين المتواجدين داخل مدينة عفرين الخاضعة لسيطرة مليشيا “الحزب الديمقراطي الكوردي ووحدات الحماية الكوردية”، تجاوز حاجز النصف مليون مدني، جلهم من سكان قرى ريف عفرين التي شهدت وما تزال، معارك بين فصائل عملية “غصن الزيتون” و “قوات سوريا الديمقراطية”.
“يوم أمس، سمحت المليشيات المسيطرة على مركز مدينة عفرين “وحدات حماية المرأة الكوردية والحزب الديمقراطي الكوردي” للمدنيين بالخروج من عفرين لكن باتجاه قرى ريف حلب الشمالي “تلرفعت وعين دقنة”، كما يوضح الناشط الميداني “زين النبهان”
ويقول: تشهد مدينة عفرين أزمة سكانية خانقة، خاصة مع استمرار حركة النزوح من قرى ريف عفرين التي تشهد معارك بين فصائل “غصن الزيتون” ومليشيا “قوات سوريا الديمقراطية”، حيث بلغ الرقم التقربي للنازحين في مدينة عفرين مايقارب “السبعمئة ألف” نسمة.
ويضيف: وبالتزامن مع توافد النازحين إلى مركز مدينة عفرين، تمنع كل من قوات الأسد والمليشيات المسيطرة على عفرين، تمنع المدنيين من الخروج والتوجه نحو مدينة حلب، عدى حالات التهريب التي تدفع فيها العائلة مبالغ مالية تقارب “الألف دولار أمريكي” لحواجز النظام القريبة من عفرين، مقابل السماح لها بالعبور باتجاه مدينة حلب.
ويؤكد “النبهان” على أن سماح مليشيا “الادارة الذاتية الديمقراطية” التي تدير مناطق سيطرة مليشيا “قوات سوريا الديمقراطية” للمدنيين بالخروج من مدينة عفرين باتجاه مناطق ريف حلب الشمالي “تلرفعت ومنغ وغيرها” كان بعد ضغط جهات حقوقية ومنظمات انسانية لتفادي وقوع خسائر بشرية نتيجة المعارك التي أصبحت على أسوار مدينة عفرين”.
المدنيين الخاسر الأكبر
من جهتها نفت مليشيا “الادارة الذاتية الديمقراطية” منعها المدنيين من مغادرة عفرين، واتهمت فصائل غرفة عمليات “غصن الزيتون” بقنص الأهالي الذين قرروا العودة إلى مناطقهم بريف عفرين، تحديداً من معبر “قرية الغزاوية”.
إضافة إلى اتهامها القوات التركية وفصائل الجيش السوري الحر بالتمهيد لعملية تغيير “ديمغرافي” لمنطقة عفرين، من خلال طرد السكان الأصليين وتوطين المهجرين من مناطق “ريف دمشق ودمشق وريف حمص” المتواجدين بريف حلب الشمالي وادلب.
لكن الجيش الحر يقول إنه كان”أول من يصدر بياناً يطالب المليشيات الارهابية بالسماح للمدنيين الراغبين بالعودة إلى مناطقهم أو المدنيين الراغبين بالتوجه إلى ريف حلب الشمالي بحرية الحركة، خاصة بعد اقترابنا من حصار مدينة عفرين” كما يوضح القيادي في الجيش السوري الحر”أبو ابراهيم”.
ويقول أبو ابراهيم: بعد ابلاغنا بأن المليشيات تقوم بتجميع الأهالي داخل مدينة عفرين، واتخاذهم دروعاً بشرية لاعاقة تقدم قواتنا نحو مركز المدينة، بادرت فصائلنا إلى ايقاف العمليات العسكرية قرب المدينة مؤقتاً، حفاظاً على أرواح المدنيين، وهو ما يمكن ملاحظته من خلال التقدم الكبير الذي كانت تحققه قوات “غصن الزيتون”. بريفي عفرين الشمالي والجنوبي.
ويضيف: كما قمنا بالإعلان عن فتح عدة ممرات آمنة لخروج المدنيين، منها معبر قرية “الغزاوية” بريف عفرين الجنوبي، بالإضافة إلى انسحابنا من أجزاء من قرية الغزاوية حفاظاً على أرواح الأهالي وتفادياً لأي عملية استهداف تقوم بها المليشيات بحجة وجود عناصر تابعين لنا في المنطقة.
وبحسب مصادر ميدانية “فقد وصلت دفعة من المدنيين إلى قرى ريف عفرين من معبر الغزاوية بعد ساعات من سماح مليشيا “الوحدات الكوردية” لبعض العائلات بالخروج، وذلك نتيجة انتشار تسجيلات مصور تظهر مايسمى بـ”قوات الأسايش” وهي تقوم باعتقال المدنيين أثناء محاولتهم مغادرة المدينة واجبارهم على البقاء في مناطقها”.
يشار إلى أن مدينة عفرين تشهد تدهوراً بالأوضاع الخدمية، نتيجة توقف محطات ضخ المياه ومحولات الكهرباء قرب منطقة “سد ميدانكي” عن تغذية مركز المدينة، وذلك نتيجة تضرر شبكات أنابيب ضخ المياه وتعطل محولات الكهرباء وخروجها عن الخدمة، إضافة إلى انقطاع الاتصالات عن المدينة.
منصور حسين – وطن اف ام