أصدرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان تقريرها السنوي حول ذكرى انطلاق الثورة السورية ضد نظام بشار الأسد ، وثقت فيه الشبكة حصيلة الشهداء المدنيين والتي تجاوزت الـ 217 ألف مدني.
جاء في التَّقرير أنَّ “السنوات السبع الماضية أثبتت حجم الوحشية الدموية السادية التي واجه بها النظام الحاكم الشعب الذي خرج ضدَّه مطالباً بتغيير نظام الحكم العائلي الأمني، وهذا هو تحديداً جوهر الحراك الشعبي، بعيداً عن العناصر والمتغيرات التي دخلت ولعبت به لاحقاً، فقد أنهى نظام الحكم العائلي أيَّ شكل من أشكال العمل السياسي، وأصبح همُّه الأول الاستمرار في الحكم إلى الأبد”.
ووثق التقرير استشهاد 217764 مدنياً منذ آذار/ 2011، 93 % منهم قتلوا على يد قوات حلف روسيا الأسد، منهم 195491 على يد قوات الأسد والميليشيات الإيرانية، و6019 على يد القوات الروسية، 4759 على يد تنظيم الدولة ” داعش” وهيئة تحرير الشام، و 4039 على يد فصائل الجيش الحر، و 2673 على يد قوات التحالف الدولي، و 835 على يد الميليشيات الكردية، و3948 على يد جهات أخرى.
وذكرت الشبكة في تقريرها أن من ضمن المجموع الكلي للشهداء المدنيين استشهاد 27296 طفلاً، بينهم 22037 طفل على يد قوات الأسد والميليشيات الإيرانية، و 1708 على يد القوات الروسية، و938 على يد فصائل الجيش الحر ، و870 على يد هيئة تحرير الشام وتنظيم الدولة، و 817 على يد قوات التحالف الدولي، و 134 على يد الميليشيات الكردية، و 792 على يد جهات أخرى.
وأضافت الشبكة في تقريرها أن 25726 سيدة استشهدن، بينهم 21463 على يد قوات الأسد والميليشيات الإيرانية، و 1161 على يد القوات الروسية، و 893 على يد فصائل الثوار، و 702 على يد قوات التحالف الدولي، و702 على يد هيئة تحرير الشام وتنظيم الدولة، و 146 على يد الميليشيات الكردية، و 672 على يد جهات أخرى.
وقدَّم التَّقرير إحصائية تتحدث عن 104029 شخصاً لا يزالون قيدَ الاعتقال التّعسفي أو الاختفاء القسري في مراكز الاحتجاز الرسمية وغير الرسمية، بينهم 104029 معتقل منهم 3118 طفل، و 7009 سيدة في المراكز التَّابعة للنظام منذ آذار/ 2011 حتى آذار/ 2018، كما مارست الميليشيات الكردية عمليات الاعتقال التَّعسفي والإخفاء القسري في المناطق الخاضعة لسيطرتها واعتقلت ما لا يقل عن 2419 شخصاً، بينهم 604 أطفال و 257 سيدة منذ تأسيسها حتى آذار/ 2018.
بدوره تنظيم الدولة ” داعش ” اعتقل ما لا يقل عن 8119 شخصاً، بينهم 286 طفل، و315 سيدة، فيما اعتقلت هيئة تحرير الشام ما لا يقل عن 1688 شخصاً بينهم 311 طفل، و380 سيدة حتى آذار/ 2018، أما فصائل في الجيش الحر عمدَت إلى تنفيذ عمليات اعتقال بحقِّ المدنيين بعد اقتحام مناطق تخضع لسيطرة قوات الأسد وتمَّ توثيق2574 شخصاً، بينهم 298 طفل، و987 سيدة لا يزالون قيد الاعتقال التعسفي في سجون فصائل الجيش الحر حتى آذار/ 2018.
ذكر التقرير أنَّ قوات الأسد لجأت إلى استخدام أنماط وأساليب متنوِّعة من التَّعذيب بحقِّ جميع المحتجزين لديها، مُشيراً إلى أنَّ 13029 شخصاً، بينهم 162 طفل و 43 سيدة قُتِلوا بسبب التَّعذيب في سجون الأسد منذ آذار/ 2011 حتى آذار/ 2018.
وأوردَ التَّقرير حصيلة ضحايا التَّعذيب في سجون “التنظيمات الإسلامية”، التي بلغت 52 شخصاً، 21 قتلوا على يد هيئة تحرير الشام، و31 على يد تنظيم الدولة، في حين أنَّ 34 شخصاً قتل بسبب التَّعذيب لدى جميع فصائل الجيش الحر حتى آذار/ 2018، وقتلت الميليشيات الكردية الكردية ما لا يقل عن 29 شخصاً بسبب التَّعذيب منذ تأسيسها حتى آذار/ 2018.
أوضح التقرير أنَّ قوات الأسد اتَّبعت سياسة فرض الحصار على المناطق الواقعة تحت سيطرة فصائل في الجيش السوري الحر، ومنعت وصول الغذاء والدواء؛ ما أدى إلى استشهاد 914 مدنياً، بينهم 398 طفلاً، و187 سيدة (أنثى بالغة)، مشيراً إلى أنَّ تنظيم الدولة أيضاً اتَّبع الأسلوب ذاته في مدينة دير الزور، ومخيم اليرموك جنوب مدينة دمشق؛ ما أدى إلى استشهاد 47 مدنياً، بينهم 16 طفلاً، و10 سيدة.
كما سجلت الشبكة قرابة 217 هجوماً كيميائياً قد نُفِّذَ في سوريا منذ أول استخدام لها في كانون الأول/ 2012 حتى آذار/ 2018، نفَّذَ نظام الأسد منها 212 هجوماً؛ تسبَّبت في مقتل ما لا يقل عن 1421 شخصاً، في حين نفَّذ تنظيم الدولة 5 هجمات، كما استخدمت الذخائر العنقودية ما لا يقل عن 431 مرة منذ آذار/ 2011، 212 هجوماً منها على يد قوات الأسد، و219 هجوماً على يد القوات الروسية، في حين سجَّل التقرير إلقاء طائرات النِّظام المروحية قرابة 69480 برميلاً متفجراً منذ أول استخدام موثق لها في 18/ تموز/ 2012 حتى آذار/ 2018.
وسجلت الشبكة أيضاَ 131 هجوماً بأسلحة حارقة على مناطق مدنيَّة سكنيّة، 117 منها نفذتها القوات الروسية، و12 هجوماً نفذتها قوات الأسد، و2 هجوماً نفذتهما قوات التحالف الدولي، وجميع الهجمات وقعت في أحياء سكنية.
وذكر التَّقرير أنَّ قرابة 13.5 مليون شخص تعرَّض للتَّشريد القسري، قرابة 7.5 مليون منهم تمَّ تشريدهم داخل سوريا عبر موجات نزوحٍ جماعيَّة نتيجة العمليات العسكرية والاشتباكات الدائرة بين أطراف النِّزاع، أو نتيجة هدنٍ واتفاقيات فُرضَت على المدن والبلدات المحاصرة، كما تشرَّد قرابة 6 مليون لاجئ خارج سوريا.
وأشار التقرير أنَّه ” بات ليسَ مفهوماً لدى السوريين حجم الصَّمت والعدمية الدولية تجاه هذه الجرائم التي تم توثيقها من قبل منظمات أممية ودولية ومحلية بشكل لا يقبل التَّشكيك، بل الأفظع من ذلك أن تحاول بعض الدول والمسؤولين والمندوبين والوسطاء الترويج لفكرة ضرورة إنهاء المطالب الشعبية في الكرامة والحرية ورفع نظام الحكم العائلي والانتقال الديمقراطي، وحصرها بأمور “واقعية” بدل مطالبتهم بمحاسبة السَّفاحين أعداء البشرية”،وفق الشبكة السورية.
وطن اف ام