طلبت دولة الاحتلال الإسرائيلي من روسيا إبعاد القوات الإيرانية مسافة 80 كيلومترا عن حدودها مع سوريا، كإجراء مؤقت حتى الاستجابة لمطلبها إخراجها بشكل كامل من الأراضي السورية.
وقالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية اليوم الجمعة، إن روسيا ما زالت ترفض هذا الطلب الإسرائيلي.
وكان رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اجتمع في العاصمة الروسية موسكو يوم الأربعاء مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث تركز البحث على الملف السوري.
وقالت الصحيفة إن “التداعيات العملية للمطلب الإسرائيلي، هي استهداف أي هدف عسكري إيراني ضمن هذا النطاق، بالإضافة إلى السياسة القائمة لمنع إقامة وجود عسكري إيراني في سوريا، وإدخال أسلحة متطورة إلى البلاد”.
وأضافت “على المدى القريب، سيكمل الأسد عملية السيطرة على مرتفعات الجولان السورية، وتضع إسرائيل بالفعل شروطا واضحة للغاية بما في ذلك منع التسلل إلى المنطقة العازلة، ومنع دخول الأسلحة الثقيلة، ومنع دخول اللاجئين إلى أراضي إسرائيل”.
وتابعت “من ناحية أخرى، ترى إسرائيل أيضا في وصول قوات الأسد إلى الجولان فرصة للتنظيم والاستقرار، لأنه من الآن فصاعدا سيكون هناك عنوان واضح على الجانب الآخر لكل انتهاك”.
وبحسب الصحيفة، فإنه “تبين أن كمية المساعدات الإيرانية لحزب الله قد انخفضت من 850 مليون دولار في العام الماضي إلى 600 ـ 700 مليون دولار العام الحالي”.
وقالت “من ناحية حزب الله، الذي هو في أزمة اقتصادية، فإن هذا تطور مثير للقلق، خاصة بالنظر إلى حقيقة أنه حتى قبل 4 ـ 5 سنوات ، بلغت المساعدات الإيرانية له حوالي مليار دولار سنويا”.
وأضافت “على الرغم من الضغوط الاقتصادية على التنظيم الشيعي، إلا أن التقييمات الإسرائيلية تشير إلى أن حزب الله سيواصل تركيز جهوده على تحسين دقة الصواريخ بعيدة المدى، التي يعتبرها الهدف الأسمى”.
لكن صحيفة “هآرتس” قالت اليوم الجمعة، إن “الروس يخططون للعمل من أجل انسحاب القوات الإيرانية بمقابل وعد إسرائيلي بعدم إيذاء الأسد أو نظامه”.
وقالت في إشارة إلى القمة المرتقبة بين الرئيسين الروسي والأمريكي خلال أيام، إنه إذا وافق ترامب على رفع العقوبات التي فرضت على روسيا بعد الحرب في أوكرانيا واحتلال القرم، “فإنه سيطلب من روسيا سحب القوات الإيرانية من سوريا، أو على الأقل تحريكها إلى ما وراء 80 كيلومترا من الحدود الإسرائيلية”.
وأضافت “تظهر التقارير الواردة بعد اجتماع بوتين مع نتنياهو، أن روسيا تخطط بالفعل لسحب القوات الإيرانية مقابل وعد إسرائيلي بعدم إيذاء الأسد أو نظامه”.
وتابعت “على الرغم من تهديدات بعض الوزراء الإسرائيليين بإلحاق الأذى بنظام الأسد، إلا أن إسرائيل مهتمة ببقاء الأسد، وبسيطرته الكاملة على سوريا، وباستئناف اتفاق فك الاشتباك عام 1974 الذي وقعه والده حافظ الأسد”.
وأشارت الصحيفة إلى أنه “تعترض إسرائيل على دخول القوات السورية إلى مرتفعات الجولان لإنهاء المليشيات الباقية هناك، لكنها ستوافق على قوات الشرطة الروسية في المنطقة، إلى أن تسمح الظروف لمراقبي الأمم المتحدة بالعودة إلى المنطقة”.
ولفتت الصحيفة إلى أن “مثل هذا التعهد الإسرائيلي الذي لا يكلف إسرائيل أي شيء، قد يعطي الذخيرة السياسية لبوتين عندما يقنع إيران بالانسحاب، لكن إسرائيل تطالب بالمزيد”.
وقالت “وفقا لمصادر دبلوماسية غربية، فإن إسرائيل تريد من روسيا صياغة خطة استراتيجية لما بعد الحرب، والتي ستمنع سوريا من أن تصبح دولة عبور للأسلحة بين إيران وحزب الله”.
وأضافت “إن دفع إسرائيل الحقيقي لروسيا من المتوقع أن يأتي من واشنطن التي ستضطر إلى إضفاء الشرعية على المصالحة الدولية مع روسيا، وربما إلغاء بعض العقوبات”.
وتابعت “هآرتس” “عندما يعلن مسؤولون كبار في واشنطن أنهم لا يسعون للإطاحة بنظام إيران، وعندما تحمي روسيا الأسد، حليف إيران، الذي يمكن لنظامه أن يضمن استمرار نفوذ إيران حتى دون وجود عسكري على الأرض، فإن هناك فرصة أفضل للتحركات الدبلوماسية لتحقيق النتائج المرغوب فيها لإيران والغرب وإسرائيل”.
وطن اف ام / صحف