لا يزال مئات من عناصر “الخوذ البيضاء”، الدفاع المدني، في مناطق سيطرة الجيش الحر، عالقين في جنوب سوريا، وفق ما أكده اثنان منهما، مبديين خشيتهما على مصيرهما، غداة إجلاء أكثر من 400 منهم مع عائلاتهم إلى الأردن.
وسبق أن أعلن مصدر في الحكومة الكندية الأحد، أن دفعة ثانية من عناصر “الخوذ البيضاء”، الدفاع المدني في مناطق المعارضة السورية، كان مفترضا أن يتم إجلاؤهم مع عائلاتهم من سوريا إلى الأردن عبر دولة الاحتلال، الأحد، لكن الأوضاع الميدانية حالت دون ذلك.
وأوضح المصدر أن هذه الدفعة لا تزال عالقة في سوريا، وليس معروفا ما إذا كان بالإمكان تنفيذ عملية إجلاء جديدة، مشيرا إلى أن الوضع الميداني لا يزال “حذرا”.
من جهتها، أفادت شبكة التلفزة الكندية العامة “سي بي سي” بأن أفراد هذه الدفعة من “الخوذ البيضاء” الذين لم يتمكنوا من العبور إلى إسرائيل، تلقوا نصيحة بضرورة مغادرة جنوب غرب سوريا؛ لأن قوات بشار الأسد بصدد استعادة السيطرة على هذه المنطقة.
وأعلنت “الخوذ البيضاء” في بيان الاثنين، أن إجلاء عناصرها كان “الخيار الوحيد” لتجنب “خطر الاعتقال أو الموت” على أيدي نظام الأسد وحلفائه الروس، فيما ندد النظام وحليفته موسكو بالعملية.
ووصل 422 شخصا من عناصر “الخوذ البيضاء” وأفراد عائلاتهم إلى الأردن الأحد، بعدما تولت إسرائيل نقلهم من جنوب سوريا، على أن تستقبلهم لاحقا بريطانيا وألمانيا وكندا وربما فرنسا.
وناشد سيزار (23 عاماً)، وهو إعلامي في صفوف المجموعة في مدينة درعا، “المعنيين مساعدتنا على الخروج” من جنوب سوريا.
وقال إن نحو 400 عنصر ما زالوا في مدينة درعا وريفيها الشرقي والغربي، على الحدود مع الأردن، ومحافظة القنيطرة المحاذية لهضبة الجولان التي تحتل إسرائيل قسما منها.
وعلم سيزار “عن طريق الصدفة” قبل أيام بوجود خطة لإخراج عناصر الدفاع المدني. ولدى مراجعته مركز مدينة درعا لتسجيل اسمه، تم إبلاغه بأن ذلك ليس ممكنا بعد رفع الأسماء إلى الجهات الدولية المعنية.
وتوشك قوات الأسد على السيطرة على محافظتي درعا والقنيطرة جراء الحسم العسكري أو اتفاقات تسوية أبرمتها روسيا، بعد هجوم واسع بدأته دمشق في 19 حزيران/ يونيو.
وأبدى سيزار خشيته على مصيره ورفاقه العالقين في جنوب سوريا، معتبرا أن “خروج قسم من الدفاع المدني وبقاء قسم آخر هنا أضرنا أكثر مما أفادنا”.
وتابع بأن “خروج الدفعة عن طريق إسرائيل زاد الطين بلة، ونخشى ردود فعل النظام وروسيا”.
وسبق أن كشفت “الخوذ البيضاء” جرائم حرب عدة لنظام الأسد وانتهاكات وثقتها بالأدلة، ما سبب حربا إعلامية من نظام الأسد وروسيا ضدها.
وفي بيان أصدرته الاثنين، قالت منظمة “الخوذ البيضاء” إن اجلاء 98 عنصرا مع 324 من أفراد عائلاتهم “كان الخيار الوحيد لمتطوعينا العالقين الذين كانوا يواجهون خطر الاعتقال أو الموت على أيدي نظام الأسد وحلفائه الروس”. وأفادت بأن “أكثر من ثلاثة آلاف” من عناصرها ما زالوا في سوريا.
وقال رئيس المنظمة رائد الصالح إن عملية الإجلاء كانت “معقدة”، وإن بعض العناصر لم يتم إجلاؤهم، لأنهم لم يكونوا مسجلين على اللوائح، فيما لم يتمكن “عدد كبير” من العناصر من الوصول إلى نقطة الإجلاء. وأشار إلى أنه لم يتم التخطيط لعملية إجلاء أخرى.
وطلبت منظمة “الخوذ البيضاء” من المجتمع الدولي مساعدة عناصرها الذين ما زالوا عالقين في جنوب سوريا.
وقالت: “في غياب الحماية المطلوبة للجميع، نحن نشكر كل الحكومات التي ساهمت في نجاح عملية الإنقاذ هذه، ونطلب منها أن تفعل المزيد لمساعدة” من تبقى من العناصر في جنوب سوريا.
وطن اف ام / أ ف ب