نشرت صحيفة “سفوبودنايا بريسا”، الروسية تقريرا حول “محاولة روسيا حماية (سوريا) من الهجمات الإسرائيلية بإبعاد إيران عنها”.
وقال التقرير الذي نشرته قناة “روسيا اليوم”، إن “موسكو مع جيش الأسد هزمت جميع خصومها في جنوب غرب سوريا، ولم يبق سوى تنظيم الدولة الذي لا يزال يسيطر على منطقة صغيرة على تخوم الجولان والحدود الأردنية”.
وتستدرك الصحيفة بالقول إنه “رغم أن هذا التطور ينبغي أن يساهم في استعادة الاستقرار في سوريا، إلا أن هذه الانتصارات مهددة الآن بصعوبات أكبر، والسبب هو الوجود الأجنبي في سوريا”، وتحدد الصحيفة العقدة “بالعلاقات الإيرانية الإسرائيلية”.
وتستعرض الصحيفة “تعقيدات العلاقة بين الطرفين” بالقول: “في البداية، طالبت إسرائيل بأن يتوقف الإيرانيون عند مسافة لا تقل عن مئة كيلومتر من الجولان، لكنها الآن تريد طرد الفرس كليا من سوريا”، وفق تعبيرها.
وتضيف: “إذا لم يتحقق ذلك، فإن حليف روسيا الأمين بشار الأسد سيكون أول من يدفع الثمن، وكانت ردة فعل الكرملين فورية، إذ سرعان ما زار وزير الخارجية سيرغي لافروف ورئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية فاليري غيراسيموف أرض الميعاد”.
في هذا السياق، وجّهت الصحيفة السؤال التالي للمستشرق الروسي أوليغ غوشين: “هل ستتمكن روسيا بشكل أو بآخر من فرملة اندفاعة القيادة الإسرائيلية؟ أم هل ستضطر إلى التخلي عن إيران؟”، فأجاب: “كانت هذه الزيارة مطلوبة، فلحل المشكلة الحالية بين إيران وإسرائيل، لا بد من مشاركة سياسية وعسكرية”.
وسألته الصحيفة: “هل يعقل أن تتخلى إيران عن كل شيء بهذه السهولة، رغم أنها بذلت الكثير من الوقت والموارد من أجل الاستقرار في سوريا؟”، فأجاب: “ربما تعرض روسيا على إيران أنبوبا عبر العراق وسوريا إلى البحر الأبيض المتوسط؛ لا يهم ما إذا كان أنبوب غاز أم نفط، كلاهما مغرٍ جدا لطهران”.
وحين سألته: “وهل يمكن أن ترفض طهران مقترحات روسيا الوسطية؟”، أجاب: “لا، فروسيا بالنسبة لإيران نافذة على العالم. البقاء من دون مثل هذا الرفيق المؤثر يشكل خسارة كبيرة لإيران؛ اقتصاديا وسياسيا على حد سواء. حتى في سوريا، لن تكون لديها آفاق واسعة. فإذا ما تنازعت مع موسكو، فلن يكون لدى إيران من يدعمها في سوريا. ستكون روسيا من بين أولئك الذين يريدون إخراجها من هناك. إذن، إسرائيل، على الأرجح، ستحقق هدفها”.
وطن اف ام / صحف