قال قائد فصيل عسكري معارض لنظام الأسد، إن نصف مليون سوري على الأقل ما زالوا يقبعون في أقبية نظام الأسد ضمن ظروف اعتقال غير إنسانية، وعلى رأس هذه المعتقلات سجن صيدنايا في ريف دمشق، الملقّب بـ”المسلخ البشري”.
جاء حديث طارق صولاق حول وضع المعتقلين في سجون نظام بشار الأسد، ومصير محافظة إدلب وجبل التركمان في ريف اللاذقية الشمالي بسوريا.
وتطرق صولاق الذي يتولى قيادة الفرقة الساحلية الثالثة بجبل التركمان بريف اللاذقية، إن موضوع المعتقلين يعدّ من أبرز وأهم القضايا في القضية السورية.
وأوضح أن قرار المشروع التجريبي لإطلاق سرا ح المعتقلين خلال الاجتماع العاشر للدول الضامنة المنعقد في مدينة سوتشي الروسية يومي 30-31 يوليو/ تموز الماضي، ولد نوعاً من الأمل لديهم.
وذكر المعارض السوري أن أكثر من 500 ألف سوري يقبعون في سجون الأسد، يتعرضون لأشد أنواع التعذيب، وبالأخص أولئك القابعون في سجن صيدنايا بريف دمشق، والذي وصفته منظمة العفو الدولية بـ “المسلخ البشري”.
وأضاف أنه كان بين من اعتقلوا في سجن صيدنايا العسكري، وظل فيه قرابة عامين ونصف.
ويروي صولاق كيفية اعتقاله سنة 2011، عندما كان في صفوف جيش الأسد، عندما هم مع مجموعة من زملائه بالانشقاق، تم اعتقالهم وإيداعهم في السجن المذكور نتيجة إخبار وصل لنظام الأسد.
وحول ظروف اعتقاله، قال صولاق إنه ظل مسجوناً لمدة 33 يوماً في حجرة تحت الأرض بطابقين لا يتسع سوى لمرحاض.
وتابع قائلاً: “عقب انتقالنا إلى الزنزانة اختلف نمط التعذيب. حيث كنا نتعرض للتعذيب عبر الكهرباء في كل فترة طعام. وكانوا يلقون بأطعمتنا في المرحاض ليقولوا لنا بعدها أن نأكلها من هناك”.
وأضاف “تعرضنا للتعذيب بخراطيم المياه لدرجة الموت. وكنا نُمنع من رؤية وجه العسكري الذي يعذبنا”.
وأشار أن زملاءه من المساجين انقطعوا في الأشهر الـ 3 الأخيرة قبل خروجه هو من السجن، عن الطعام والشراب، ثم بدأوا بالقيء والإسهال لينتهي بهم الأمر إلى الموت بعد فترة قصيرة من إصابتهم هذه.
وشدد صولاق الذي خرج من السجن نتيجة عفو عام في 14 يونيو/حزيران 2014، أنه عاش جميع أنواع التعذيب هذه وأنه كان بانتظار الموت قبل إطلاق سراحه بشكل مفاجئ، على حد وصفه.
وذكر أنه عقب خروجه من السجن كان بحالة صحية سيئة جداً، وتوجه إلى محافظته اللاذقية في الشمال الغربي للبلاد، وكان وزنه حينذاك لا يتجاوز 40 كيلو غراماً نتيجة التعذيب وظروف الاعتقال، مبيناً أنه أجرى 5 عمليات في المعدة والأمعاء بعد إطلاق سراحه.
وحول بداية مشواره في صفوف الجيش السوري الحر، قال صولاق إنه انضم لصفوف الفرقة الساحلية الثانية في جبال التركمان فور معافاة حالته الصحية، وتولى قيادتها بعد فترة قصيرة من انضمامه.
ونوّه صولاق أن نظام الأسد زاد من أعداد السجون عقب الثورة، حتى أنه حول بعض المدارس إلى سجون، مبيناً أن سجن صيدنايا وحده يضم أكثر من 4 آلاف سجين.
وحسب تقرير صادر عن منظمة العفو الدولية في فبراير/شباط 2017، فإن النظام أعدم في الفترة بين سبتمبر/أيلول 2011 وديسمبر/كانون الأول 2015، ما يتراوح أعدادهم بين 5-13 ألف شخص دون مقاضاتهم.
وحول الأوضاع الأخيرة في جبال التركمان، قال صولاق” إن النظام والميليشيات الشيعية واليسارية بقيادة الإرهابي معراج أورال، يحشدون لشن عملية عسكرية للسيطرة على المنطقة”.
وأكد أن الميليشيات الشيعية الإيرانية، تهدف من خلال شن العملية ضد جبال التركمان التي تضم نقطة مراقبة تركية، إلى إفشال الاتفاقية الموقعة بين تركيا وروسيا حول وقف إطلاق النار.
وشدد صولاق أن أولويتهم هي المحافظة على محافظة إدلب من اعتداءات النظام وميليشياته، إذ أن خسارتها تعني خسارة جبال التركمان ومدن الباب وعفرين بأكملها، على حد قوله.
وأعرب عن عدم ثقتهم بالوعود الروسية لهم حول استثناء إدلب من العمليا ت العسكرية للنظام، مستدلاً على ذلك بعدم وفاء موسكو بوعود قدمتها لثوار درعا، والتي استهدفها النظام مؤخراً وأخضعها لسيطرته.
واختتم بالإشارة إلى جاهزيتهم لصد أي هجوم يستهدف جبال التركمان ومحافظة إدلب، مؤكداً التزامهم بالاستراتيجية التركية الضامنة لوقف إطلاق النار في سوريا.
وطن اف ام / الأناضول