تواصل هيئة التفاوض السورية اجتماعاتها مع مسؤولين من عدة دول أوروبية وأجنبية على هامش أعمال الدورة الثالثة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك الأمريكية التي انطلقت يوم الثلاثاء الماضي وتستمر حتى الأول شهر تشرين الأول المقبل.
والتقى أمس وفد من هيئة التفاوض برئاسة نصر الحريري بممثلة السياسة الخارجية للإتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني والوفد المرافق لها.
وقالت موغريني خلال اللقاء، إن “الإتحاد الأوروبي لن يتجاوب مع الدعوات الروسية في إعادة إعمار سوريا إذا لم يحدث تغيير سياسي حقيقي في سوريا، وما لم تأخذ العملية السياسية مفاعيلها”.
وأكدت موغريني أن “اتفاق وقف إطلاق النار بمحافظة إدلب، والذي جرى بمدينة سوتشي الروسية، منع وقوع مجزرة جديدة في سوريا”.
كما دعت موغريني الأمم المتحدة إلى “اتخاذ دور أكبر وفاعل في العملية السياسية في سوريا، والإسراع في تشكيل وبدء عمل اللجنة الدستورية”.
وقدم رئيس الهيئة شرحاً لموغريني حول آخر المستجدات السياسية على الساحة السورية، والتطورات الأخيرة في محافظة إدلب التي أفضت إلى توقيع الاتفاق الروسي التركي.
وأكد الحريري على “أهمية التنسيق والتكاتف بين الجهات الحريصة على تثبيت الإتفاق في إدلب”، لافتاً إلى أن “نظام الأسد وداعميه يسعون إلى جعل الاتفاق في إدلب مؤقتاً من خلال تلويحهم المستمر بالعمل العسكري، الذي سيؤدي إلى قتل المزيد من المدنيين الأبرياء وتهجير الآلاف”.
وأوضح الحريري أن “قضية المحاسبة والعدالة الانتقالية من أهم القضايا التي لابد من أخذها بعين الاعتبار في عمل اللجنة التي ستتولى كتابة دستور سوريا المستقبلي، فدستور سوريا الحالي لا يحوي ذكراً لأي من هذه الإجراءات، ولابد من توفر المعلومات حول هذه المسألة كي يتم تضمينها في الدستور”.
كما أكد الحريري على “ضرورة تأسيس محكمة خاصة بجرائم الحرب في الأمم المتحدة، فلا يوجد حل سياسي بدون عدالة انتقالية، ومحاسبة مجرمي الحرب على الانتهاكات التي ارتكبوها في سوريا”.
من جهته، قال رئيس مجموعة التحقيق في ليختنشتاين مارتن فريك، إن ” لقاءً تم بينه وبين ممثلي دول أخرى، للتنسيق بين عمله وبين جهودها”، مشيراً إلى أن “الآلية تعمل بشكل ممتاز وستكون الإدانات جاهزة قبل نهاية 2018، ومركزه على علم، ويقوم بتوثيق شهادات الوفاة للمعتقلين التي يوزعها نظام الأسد على ذويهم”.
ويحضر وفد هيئة التفاوض السورية اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة في نيويورك، حيث عقد لقاءات عدة مع رؤساء بعض وفود الدول المشاركة، بالإضافة للمبعوث الدولي الخاص إلى سوريا ستيفان دي مستورا.