بدأت المرحلة الاخيرة من مراحل اتفاق عرسال، بين ميليشيا حزب الله اللبناني وهيئة تحرير الشام، مع وقف التنفيذ، بحسب تصريح المتحدث الرسمي لأحد فصائل الجيش الحر في جرود عرسال.
ودخلت 75 حافلة سورية إلى جرود عرسال لنقل عناصر الهيئة وفصائل الثوار وعائلاتهم، في وقت استكمل نظام الأسد إجراءاته لاستقبال الحافلات فور عودتها من لبنان ونقلها إلى إدلب.
ووفقاً لمحطة “الجديد” اللبنانية، فإن حوالي 150 حافلة موجودة في سهل الرهوة، وكل باص سينقل نحو 60 شخصاً وسيستقل أمير هيئة تحرير الشام، “أبو مالك التلّي” باصاً من هذه الباصات.
وأكد القيادي في هيئة تحرير الشام، “عبد المهيمن الدمشقي”، بحسب ما نقلت وكالة إباء المقربة من الهيئة، أنه “لم يبدأ تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق خروج المجاهدين من المنطقة إلى محافظة إدلب بعد”.
ولفت الدمشقي إلى أن سبب التأخر هو “وجود مماطلة وتلاعب في تنفيذ البنود المتفق عليها من ميليشيا حزب الله وتسييره للحكومة اللبنانية كما يريد، ويحاول الحزب الاستعجال في إدخال الحافلات ومحاولة تطبيق بنودٍ لم يتم الاتفاق عليها بين الطرفين”.
وشدد قائد الهيئة على أن الهيئة ملتزمة ببنود الاتفاق، ولن تتنازل عن الشروط التي قدمتها لضمان سلامة الأهالي حتى وصولهم إلى الشمال السوري المحرر، مشيراً الى ان طريق خروج المقاتلين واللاجئين المتفق عليه بين الهيئة وميليشيا “حزب الله” يمر بفليطة وقارة إلى حمص وصولًا إلى منطقة السعن”.
وكانت المصادر الأمنية، أكدت على وجود خطتين لنقل عناصر هيئة تحرير الشام وعائلاتهم إلى إدلب، الأولى عبر بلدة فليطا في القلمون الغربي بريف دمشق، بمرافقة عناصر من ميليشيا حزب الله، ثم طريق حمص الدولية إلى ريف حماة وصولاً إلى ادلب، والثانية عبر الأراضي اللبنانية بمرافقة عناصر من الحزب والجيش اللبناني، من خلال نقلهم من بلدة عرسال إلى معبر جوسيه الحدودي مرورا ببلدات البقاع الشمالي كاللبوة والعين.
ومن المفترض أن عدد المقاتلين والمدنيين السوريين الراغبين في مغادرة جرود عرسال الى الاراضي السورية، حوالي تسعة آلاف شخص، يتم توزيعهم الى 6 آلاف شخص يتم نقلهم الى ادلب في الشمال السوري، و3 آلاف شخص ينقلون الى القلمون الغربي والرحيبة.
وصرح حزب الله اللبناني، ان المرحلة الثانية من عملية التبادل قد تحتاج لوقت أطول من يوم لأسباب لوجستية منها ما يتعلق بتزايد أعداد السوريين الراغبين بالمغادرة مع عناصر هيئة تحرير الشام إلى ادلب.
وتم الإعلان عن تغيير مكان استلام أسرى حزب الله بطلب من النصرة من قلعة المضيق ليصبح مدينة حلب، وأفادت قناة “المنار” التابعة لحزب الله أن “عملية التبادل ستتم في حلب حيث يدخل مسلحو النصرة نحو ادلب مقابل خروج أسرى حزب الله”
من جهته قال المتحدث الرسمي باسم سرايا أهل الشام “عمر الشيخ”، إنه لم يحدد حتى الىن موعد مغادرة عناصر “سرايا أهل الشام” مع مئات المدنيين على الرغم من وجود حافلات في منطقة قريبة، مضيفاً أنهم طلبوا من الجهات اللبنانية التوجه إلى منطقة الرحيبة في القلمون الشرقي، بدلاً من الذهاب إلى الشمال السوري.
وأكد الشيخ، في حديث لموقع أورينت نت ، أن خيار التوجه للقلمون هو الأنسب للمقاتلين والأهالي في هذا التوقيت، للابتعاد عن الاقتتال الحاصل بين الفصائل في الشمال السوري، ولإفشال مخططات النظام الرامية إلى تجميع جميع المقاتلين في منطقة واحدة.
فيما يتعلق بالصعوبات التي تواجه اللاجئين السوريين، فقد أشار المسؤول الشرعي في هيئة تحرير الشام في القلمون الغربي، “أبو اليسر الشامي”، لـ “القدس العربي” إلى أنّ مسألة ضمان وصول الخارجين بأمان هي غايتهم، موضحاً أنّ هؤلاء بحاجة لأن يحملوا معهم احتياجاتهم الأساسية وهذا ما يرفضه الطرف الآخر في التفاوض.
ولفت الشامي إلى أنه لا بد من تأمين بديل لهم في المنطقة التي يتوجهون إليها إذ أنّهم لا يملكون شيئاً، مشدداً على وجود معاناة كبيرة لدى النازحين وهناك مراوغة لحزب الله الذي سلمهم جثثاً غير المطلوبة.
وكانت وحدة الإعلام الحربي التابعة لميليشيا حزب الله اللبنانية، يوم أمس، إن المغادرة تأجلت إلى يوم الثلاثاء بدلا من الاثنين بسبب “إجراءات لوجستية” بما في ذلك اكتمال وصول جميع الحافلات المشاركة في عملية النقل من الجانب السوري.
.
وبدأت المرحلة الأولى من بنود اتفاق عرسال بين ميليشيا حزب الله اللبناني وهيئة تحرير الشام، يوم الأحد، حيث تم تسليم 9 جثامين لعناصرهيئة تحرير الشام وعددها 9 للأمن العام اللبناني، مقابل تسليم 5 قتلى من حزب الله.
يذكر أن ميليشيا “حزب الله” اللبنانية، أعلنت الخميس الماضي التوصل إلى اتفاق مع “هيئة تحرير الشام”، يتضمن هدنة لوقف لإطلاق النار في جرود عرسال اللبنانية على الحدود السورية.
وطن اف ام