تطل جمجمة بلا وجه تضع تاجا من المسامير بينما ينزف الدم من جروحها من لوحة على جدار في مسرح للطلاب في فيلنيوس عاصمة ليتوانيا لترمز لسوري تحاصره أهوال الحرب الأهلية.
ليست هذه سوى واحدة من لوحات الفنان واللاجئ مجد قره الذي يقيم الآن معرضه الأول في وطنه الجديد الذي وصل إليه قبل شهر واحد.
وقال قره الذي فر من الحرب الأهلية مع صديقته بعد أسبوعين فقط من لقائهما ووقوعهما في الحب “يمكنني أن أرسم في أي مكان. كنت أرسم في حمص وفي وسط الحرب. ليس الأمر صعبا.”
وترك قره (29 عاما) وهو مسيحي وصديقته فرح محمد (27 عاما) وهي مسلمة منزليهما في أغسطس آب الماضي بعد أن تصاعد القتال ودفعا 600 دولار لكل منهما للسفر في قارب نجاة مكتظ بالمسافرين بمحرك معيب للعبور إلى اليونان.
وقال قره “قررت الخروج من سوريا ليس بسبب الحرب وحسب.. فقبل الحرب واجهنا صعوبات في التعامل مع مجتمعنا وبالطبع الحرب أصبحت سببا أكبر للخروج.”
وسجل الاثنان اسميهما في برنامج قانوني لإعادة التوطين أرسلهما إلى ليتوانيا التي لا يعرفان عنها شيئا سوى اسمها. واتفقت ليتوانيا مع الاتحاد الأوروبي على استقبال 1105 لاجئين من سوريا والعراق وإن كان لم يعبر سوى عدد محدود منهم عن الاستعداد للاستقرار هناك.
ومنذ ذلك الحين أصبح الرسم أحد السبل القليلة لشغل الوقت في مركز اللاجئين الموجود في بلدة صغيرة حيث يعيش قره وسط غابة. ويتوزع باقي الوقت على تعلم اللغات مثل الليتوانية والإيطالية والألمانية والإنجليزية والطهي وممارسة اليوجا.
وخلال الشهر الذي مكث فيه رسم 26 لوحة بعضها على أقمشة جلبها معه من سوريا.
وقال قره “في بلدي كنت متوترا بدرجة لا تسمح بالحديث عن فني لكن بعد الرحلة وبعد العيش في اسطنبول وأثينا أصبحت أكثر انفتاحا. أستطيع مناقشته بحرية.”
لكن بعد رحلته الطويلة قال إنه من الصعب التأقلم مع الحياة في مثل هذا الجزء الهادئ من البلد. ويأمل الاثنان في الانتقال إلى مكان آخر في ليتوانيا.
وقال “لا تسمع أي صوت .. ليس هناك سوى الصمت. بعد العيش في اسطنبول وأثينا وكل ما فيهما من زحام وسيارات كنا خائفين قليلا لكننا زرنا بعد ذلك فيلنيوس وفيلنيوس أفضل بكثير.”
وأضاف “ليست لدينا أي خطط حاليا .. نريد فقط استكشاف ليتوانيا.
المصدر : رويترز