منوعات

خطّتها يد سورية، ويشاهدها الملايين من الحجاج والمعتمرين كل عام .. ساعة مكة  

“سبحان الله وبحمده” و”الله أكبر”.. عبارات زيّنت أعلى مبنى “برج الساعة”، بجوار الحرم المكي الشريف، خطّتها يدٌ سورية، ويشاهدها الملايين من الحجاج والمعتمرين كل عام.  

إنها يد شادي عيد، الذي يفخردوما بـ”الإنجاز الكبير”، الذي فرغ منه نهاية العام 2009، عندما كان يعمل في قسم الديكور الداخلي في إحدى الشركات المتعاقدة لإنجاز العمل، حيث اختير من قبل مسؤولي الشركة، لمعرفتهم المسبقة بإتقانه ومهارته الرفيعة في فن “الخَطْ”.  

يقول شادي عيد، في حديث مع مراسل الأناضول،: “رائع جداً أن يشاهد ملايين الحجاج مخطوطاتي كل عام، إنه شعور جميل لا أستطيع أن أصفه ويكفيني شرف كتابة لفظ الجلالة، وآيات من القرآن الكريم بجوار المسجد الحرام، المكان المقدّس لجميع المسلمين”.  

وخطّ عيد عبارات عديدة، أعلى مبنى “وقف الملك عبد العزيز للحرمين الشريفين”، المعروف بـ “برج الساعة” والذي يتواجد بجوار الحرم المكي، في مكة المكرمة، وأعلى وأسفل الساعة، يسطع ضوء عباراته، التي كتبها، وهي : “سبحان الله وبحمده”، “الله أكبر”، لا إله إلا الله محمد رسول الله”، “ربّنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة”، “ربّنا تقبل منّا إنك أنت السميع العليم”.

يعود “عيد” بالذاكرة إلى الوراء 7 سنوات ليروي قصة تكليفه بكتابة هذه العبارات، ويقول : عندما كان البرج قيد البناء، تم تكليفي وإعطائي المساحة المطلوبة للكتابة، حيث بلغ طول المخطوطة الواحدة لسطحين خارجيين لجهتين متقابلتين في البرج 43 متراً، أما الجهتين المتبقيتين فقد بلغ طول المخطوطة الواحدة منهما 35 متراً، حيث كتبت ستُ لوحات على الورق، ثم تم تكبيرها بالحاسوب، ليقوم المسؤولون بحذف التشكيل (الإعرابي) من على المخطوطات لتسهيل قراءتها، كما أنّ المخطوطات يتم تبديلها على الشاشة بين الفينة والأخرى.  

وحول كيفية العمل على هذه المخطوطات، يوضح “عيد”: تم الإعتماد على شاشة إلكترونية مضيئة لتسهيل رؤية المخطوطات من مسافة بعيدة، واستبعد حفرها على الرخام أو النحاس، لأنها مرتفعة جداً، واستغرق عملي بها قرابة ثلاثة أشهر.  

وأمر العاهل السعودي الراحل، عبد الله بن عبد العزيز بإنشاء “ساعة مكة”، في أعلى البرج الخامس ضمن مشروع “وقف الملك عبد العزيز” بمكة، على ارتفاع نحو 801 متراً، ليتسنى رؤيتها وسماعها من كل الجهات، ومن مسافة تصل إلى 13 كليو متراً، ويقع أسفلها مخطوطات مضيئة باللون الأخضر، تُنار طيلة الليل حتى الصباح بشكل يومي.  كانت بداية “عيد” مع هذا الفن، من خلال رسمه صوراً لأفراد عائلته، وجداريات في مدينته حلب ، ثم تطوّرت موهبته واتجه لفن الخط العربي، بعدما جذبته شعارات كُتبت بخطٍ جميل، فحاول تقليد كل خطّ جميل يصادفه من خلال رسم الحروف، ليغدو أخيراً خطّاطاً محترفا.  

ويقول “عيد”، “بدأت كرسّام ولديّ القدرة على رسم جداريات ضخمة، قرأت الكثير عن أساليب الرسم الفني، ولكن بالفعل فن الخط العربي له الأثر الأكبر، لأنه فن يمثل هويتنا، حيث انبثق من رحم الإسلام، وهو الفن الذي حُفظ به القرآن الكريم بأجود صوره”.

وطن إف إم / اسطنبول 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى