بعد ست سنوات من انتشار السوريين في أصقاع العالم لا يمر يوم دون تكريم أحدهم أو ذكره بإنجاز ما على المستوى التعليمي أو الاجتماعي.
ففي تركيا البلد التي يتواجد فيها قرابة الثلاثة ملايين سوري، كرمت بلدية “كوتشوك تشيكميجة ” إحدى بلديات مدينة إسطنبول الكبرى الشابان السوريان ” محمد البانياسي وعلاء خويلد ” وذلك لفوز صورتين من صورهما بين أفضل 50 صورة وثقت ليلة الانقلاب الفاشل في 15 تموز من هذا العام والأيام التي تلته.
البانياسي وخويلد كانا المصورين السوريين الوحيدين بالإضافة لـ 48 مصور تركي استطاعوا الفوز، فيما شارك بالمسابقة أكثر من 600 مصور آخر لم يحالفهم الحظ.
وقامت “وطن اف ام “ بإجراء حوارٍ مع السوريين “محمد البانياسي وعلاء خويلد “
في ميادين إسطنبول
الكثير من السوريين نزلوا إلى ميادين إسطنبول وأنقرة ليقفوا إلى جانب شرعية الشعب التركي في يوم لن ينساه السوريين كما الأتراك تماماً.
يقول البانياسي ” نزلنا إلى الشارع لنكون مع الأتراك ولنقف إلى جانبهم، فيما قال خويلد “نحن شعب تعرض للظلم من قبل العسكر، وشعب تركيا قدم لنا المساعدة وفتح لنا أبوابه لذلك ساهمنا معهم بإيصال الكلمة عبر الصورة والإعلام “.
وعن تقبل الشعب التركي للشباب السوريين بينهم في ليلة مصيرية كهذه قال البانياسي ” لم نكن نعرف أنا وأصدقائي مدى تقبل الأتراك لوجودنا بينهم فاتفقنا ألا نتكلم باللغة العربية أو أن يبقى كلامنا باللغة التركية لكن ذلك انتهى مع بداية الهتافات ” بسم الله يا الله الله أكبر ” ومن لهجتنا عرفوا بأننا سوريين أو عرب ولذلك احتضنا الكثير منهم وشكروا وجودنا معهم “.
أما خويلد قال ” قد خشينا أن يرفضنا الشعب التركي ولكن عندما علم الأتراك أننا نزلنا معهم لنقف إلى جانبهم وأن صوتنا كصوتهم كانت نظرتهم شديدة الاحترام والود “.
لحظات النصر
كانت فرحة السوريين لا تقل عن فرحة الأتراك عندما فشل الانقلاب وعادت الشرعية للحكومة المنتخبة حيث قال البانياسي ” في لحظة النصر سجدنا لله شاكرين وتخيلنا بلادنا كذلك وشعبنا منتصر ” وأردف خويلد ” أن النصر لصاحب الحق هو نصر لنا جميعاً “.
تشابه النبض والقضية
لا فوارق بين حقوق الشعوب ومطالبهم، ففي سوريا رفض الشعب الذل وطالب بالحرية والكرامة بعد عقود من الاستبداد والبطش عبر حكم الضباط والأقلية بغلاف البعث والعروبة ، وفي تركيا استطاع العسكر أن يلغوا العملية السياسية المدنية عبر الانقلاب المستمر على الديمقراطية كذلك عبر أحزاب ترفع لواء العلمانية والقومية.
فقد شرح البانياسي وجه نظره ” أن التشابه بين الساحات في سوريا وتركيا كانت بنفس النبض والرسالة وتلمس ذات القضية وهو الحق والعدل ” فيما أكد خويلد ” أن التشابه موجود عبر هتافات الناس ودموعهم والأهازيج وخروج كافة فئات الشعب من مؤيدين للحكم ومعارضين له، إسلاميين وعلمانيين ما جعلنا لا ننسى ساحات اللاذقية وريف دمشق وحمص وحماة.. “
العدسة توثق
آلاف السوريين وثقوا عبر عدسات هواتفهم أحداث الثورة السورية من مظاهرات ومجازر وآلام ثم أصبحوا محترفين ينقلون لكل العالم ما يجري في تلك الأرض باللحظة، وكذلك فعلوا في ليلة الانقلاب وما تلاها من أيام وليالي مهمة، وهناك كان البانياسي وخويلد وتلك اللقطات حملتهم لينالوا تكريم البلدية التركية، بعد أن شاركوا بإرسال 8 صور ففاز كل منهم بمبلغ رمزي وشهادة شكر وعرضت صورهم في معرض ضم الصور الخمسين وألبوم توثيقي ضم الصور كذلك ، وأسماء الشهداء وأحداث الليلة الفارقة في تاريخ تركيا.
تفاعل تركي
لا شك أن الكثير من الأتراك قد تفاجئوا بنزول الشباب السوريين معهم إلى الساحات فمنهم من شكر ومنهم من رفض الأمر ولكن خويلد يذكر أن القائم على التكريم عندما علم بأنه غير تركي وسوري تأثر جداً وشد على يديه وقال له شكراً بالعربية، ليختم البانياسي بأن الابتسامات لم تفارق وجوه المكرمين والحضور بوجودنا بينهم وتوثيقنا عبر العدسات لتلك الأيام التركية العصيبة.
إعداد : ناصر القادري ، وطن اف ام