يسلط الشاعر والكاتب السوري خلف علي الخلف، عبر نص مونودراما، الضوء على محافظة الرقة شمال سوريا، التي أصبحت مشهورة في العالم من خلال مأساة وقوعها تحت حكم تنظيم داعش المتطرف، الذي جعل هذه المدينة بعد احتلالها عاصمة لدولته الظلامية.
ويبدأ الكاتب نصه بقصص وأحداث وأسئلة من المنفى الأوروبي، ومن السؤال العام الذي يواجهه كلاجئ عندما يقابل أي أوروبي: “من أي بلد أنت؟”، حيث أصبح يجيب أنا من الدولة الإسلامية، وهو عنوان الكتاب الذي يعالج عدة قضايا، منها النظرة الأوروبية المسبقة للشرق أوسطيين، والتنميط الذي يواجهونه في تلك البلاد بعد تصاعد موجات الإرهاب.
كما يمرر الكاتب بأسطر قليلة بين ثنايا النص تضحيات السوريين ومعاناتهم من أجل ثورتهم في سبيل الحرية.
تكشف الحكايا التي يرويها بطل النص جانباً من نتائج عقود من الديكتاتورية واستبداد حزب البعث وهيمنته على مؤسسات الدولة والمجتمع السوري عبر إشارات خفيفة في النص.
ويعكس النص من خلال الحكايات عادات وتقاليد أهل الرقة، حيث يمزج بين أحداث تبدو آنية، ومعايشته لعادات وتقاليد وقيم تلك البيئة الريفية، ويقارنها بأنماط حياة مدن وبلدان أخرى عربية وغربية عاش فيها الكاتب خلال العقدين الأخيرين.
ويعود خلف بالذاكرة بعيدا، ليرسم صورة الرقة خلال حقبة السبعينيات وما تلاها من خلال ذاكرته كطفل، لينتقل إلى طرح قضية الرقة وسوريا من خلال حياة معارض سياسي لاجئ في السويد.
تكشف القصص والأحداث التي يرويها بطل النص، عن انتقالات في الزمان والمكان بشكل متلاحق، حيث تدور أحداث النص وقصصه بين الرقة ودول أوروبية عديدة، كالسويد وهولندا وسويسرا وألمانيا والنرويج وغيرها.
ويعالج بسخرية مُرة ونقدٍ واضح قضايا اللجوء والاندماج في الغرب، خاصة بالنسبة للقادمين من مناطق خضعت أو ما زالت تخضع للديكتاتوريات أو لسيطرة التنظيمات المتطرفة.
يذكر أن خلف علي الخلف الشاعر والكاتب والصحافي والمعارض السوري له أكثر من 12 كتابا بين شعر وسياسة ومسرح.
وطن اف ام – مواقع