الآثار، شواهد الأقدمين على أراضينا، منها تعلمنا التاريخ، وكتبناه، وبنينا على صروحها قصصاً لشعوب خلت، لكن عوامل عدة تعمل الآن على خرابها ودثرها، وخاصة في محافظة إدلب، الغنية بالمواقع والآثار .
لفقرة “خدني على بلادي” ذكر مدير مركز آثار إدلب “أيمن النابو” أن محافظة إدلب تحتوي على 760 موقعاً أثريا، مسجلة بقرارات وزارية سابقة، منها خمس باركات أثرية تضم 40 قرية أثرية مسجلة بلوائح التراث العالمي، وهناك متحفان في إدلب، وهما متحف إدلب الوطني ومتحف معرة النعمان الذي يعد ثاني أكبر متحف فسيفساء في الشرق الأوسط.
ويضيف النابو: “هناك مواقع أثرية تعود إلى عصور ماقبل التاريخ وحتى الفترة الإسلامية المتأخرة مرورا بالفترة الكلاسيكية، مايجعل إدلب هي متحف في الهواء الطلق لها مكانة عالمية”.
وكشف مدير المتحف عن جملة انتهاكات تتعرض لها الممتلكات الثقافية في إدلب أولها، القصف الجوي المستمر من الطائرات الحربية، وهذه لا يمكن التعامل معها إلا من خلال القانون والمواثيق الدولية الناظمة للأمر وفق النابو، أما الأمر الثاني فهو تكسير الحجارة الأثرية العشوائي وما يقوم به لصوص الآثار، ويستهدف هذا الحجارة العائدة للفترة الكلاسيكية إما لوقوعها في أراضٍ خاصة مملوكة لأشخاص أو من خلال التنقيب العشوائي من قبل مهربي الآثار، كما أشار إلى أن هناك أضرارا تصيب الآثار نتيجة العوامل الطبيعية وخاصة المناطق الطينية.
وبين “النابو أن تكسير الحجارة بدأ عام 2012 عند تأسيس المركز بعد الخوف من زيادة التجاوزات وهذا ماحدث، أما سرقة وتهريب الآثار فهو أمر قديم ويتجدد نتيجة غياب السلطات الفاعلة بالمحافظة والقواعد القانونية الناظمة التي تجرم هذه الأعمال .
لا تقديرات للخسائر !
وأكد النابو أنه لا توجد إحصائيات رسمية للقطع المسروقة أو المهربة حيث أصبح هناك أسواق إلكترونية للإتجار بالآثار، ومن أول المناطق التي يتم تهريب الآثار إليها هي لبنان ثم تركيا، كما ظهرت بعض القطع لدى الكيان الإسرائيلي وهي قطع مصدرها مدينة تدمر، ونشرت في متحف جديد اسمه التلمود المفقود في مدينة تل أبيب، ويضم قطعا من سوريا والعراق وليببا واليمن وكل المناطق التي قامت بها حروب.
وتابع النابو: “نحاول في محافظة إدلب ضبط هذا الموضوع من خلال إعداد مشروع قانون ناظم بالتعاون مع الجهات الفاعلة وتوصلنا لمسودة مشروع قانون ستقر قريبا”، وفيما يخص المكتشفات لفت مدير الآثار إلى أنه “لا يمكن إطلاق استكشافات عليها لأنها تظهر بالصدفة من خلال الحفر بالأدوات الثقيلة فخرجنا بمدفن في جرجناز تم توثيقه يعود للفترة الرومانية”.
ختاما شدد “النابو” على أن المديرية وحملاتها للتوعية تجاه الآثار تمويلها واحد وهو التعاون مع بعض الأصدقاء المنتشرين في أوروبا من خريجي الآثار بجامعة دمشق الذين تابعوا دراستهم في المجال وعملوا على تأمين تمويل لحماية آثار إدلب.
للاستماع إلى اللقاء كاملا يمكنكم الاستماع للرابط التالي :