حسب الإحصائيات الرسمية يعيش على الأراضي التركية 3.5 مليون سوري.
وأصبح هؤلاء المهاجرين الذين كانت نسبة عودتهم في البداية كبيرة جداً مع الوقت ظاهرة اجتماعية.
وأخيراً أصبحت إمكانية انتهاء الحرب في سوريا ضعيفة جداً وفي حال انتهاءها أيضاً ستستغرق عودة العرب السنة الذين هربوا من البلاد العديد من السنوات حتى يتم تجنب المخاطر الأمنية فهذه هي الحقيقة.
ومع شعور الملايين الذين هربوا من ظلم نظام الأسد بالأمان من غير الواقعي انتظارعودتهم إلى الأماكن التي كانوا يعيشون فيها سابقاً حتى ولو انتهى الصراع هناك.
عدا عن أن تصفية الحسابات لن تنتهي بهذه السهولة فأصغر شرارة من الممكن أن تؤدي إلى قيام مذبحة لإعادة الحياة الطبيعية الى بلد قد مر بحرب داخلية يحتاج الامر الى عشر سنوات عدا عن أن هذا الشيء من الغير ممكن حصوله في منطقة الشرق الأوسط.
هؤلاء الناس لو كانوا يعيشون في امان بسوريا لما كانت بدأت الحرب بالأساس ولما كانوا مضطرين للنزوح الى خارج بلادهم بالإضافة الى ذلك تركيا ليست وحدها البلد الذي لجئ اليها السوريون وعلينا ان لا ننسى وجود لاجئين سوريين بعدد يقارب العدد الذي اتوا به الينا في دول الجوار فالشعب السوري تفرق في الاتجاهات الأربعة.
قد أبدت تركيا حسن الضيافة للمظلومين السوريين بشكلٍ يخولها تفتخر به عبر الأجيال وعلى الرغم من التكاليف التي تضطر لدفعها لم تمنع قدومهم إلى هنا وتعمل بكل ما تستطيع فعله من أجل جعلهم يتمتعون بأفضل أنواع الحياة.
وحتى عندما كان تدفق اللاجئين في أوجه عملت على دفع نفقات تكلفة وجودهم هنا ضمن المعايير التي وضعتها الامم المتحدة وهذا وحده كان كافياً لإظهار صدق تركيا في هذه العملية.
علينا ألا ننسى أنه ليس هنالك أحد يخرج من الأماكن التي ولد وعاش وترعرع بها تاركاً إياها من دون أي سبب ويغامر أيضاً بالذهاب الى بلدٍ آخر من دون أي يكون على دراية بوضع العمل والتعليم في تلك البلد.
علينا ألا نخرج من رأسنا فكرة أن هؤلاء الـ 3.5 مليون سوري قد أتوا الى هنا هرباً من الموت المحقق باحثين عن الحياة وعن المكان الذي من الممكن ان يعيشوا به وهم يستحقون الصداقة وحسن الضيافة منا.
وبشكلٍ عام، إن المجتمع هنا يتعاطف مع معاناة السوريين وهو داعمٌ لفكرة بقاءهم في بلادنا ولو لم يكن ذلك التعاطف موجوداً لما وصلت أعداد السوريين الى ما هي عليه.
ومع كل ذلك هنالك من لا يريد لأعداد الاجانب ان تزداد في البلاد وعلينا ان لا نتجاهل سخطهم النفسي من ذلك ولكن علينا ان نبتعد عن العنصرية والانتهازية واستخدام عقولنا.
فيجب علينا التخطيط وأن نكون جاهزين لكل المسائل التي من الممكن ان تخرج بوجهنا نتيجة حركة الهجرة الكبيرة وعلى رأس تلك المشاكل موضوع التعليم وايجاد فرص العمل.
وأولاً وقبل كل شيء يجب علينا ان نعلم ان هؤلاء الناس هم مظلومون وهم ضحية أيضاً.
والبعض يقول ان من هؤلاء الناس من أصبح في صفوف المافيا ومن يبيع المخدرات ولكن يتوجب علينا ان لا نفرض سياسة التعميم عليهم.
البارحة كتبت الصحفية “اليف تشاكار” مقالة عن الجريمة التي حدثت في مدينة سكاريا تشرح فيها انه ومع مساعدة الدولة للاجئين ووقوفها بجانبهم لم يكن الذين يعيشون في المدن والذين يجلسون في بيوتهم اكفاء للوقوف بجانبهم.
نحن لا نعلم ماذا يعني ان تكون لاجئ ولسنا قادرين على فهم ما يحدث.
فعندما تزداد حالات التحرش والاغتصاب والقتل في المجتمع المحلي سيبقى هؤلاء الناس صامتين وغير قادرين على الدفاع عن أنفسهم وذلك بسبب بعض التصرفات الغير اخلاقية في احياء كبيرة وبعض البلطجية الذين يتصرفون بشكل غير انساني يزداد عندها الظلم على هؤلاء المظلومين بالأساس.
فيكفي علينا التفكير قليلاً فلا الشرطة تستطيع البحث عن هؤلاء السرسرية ولا الدولة تستطيع العثور علينا.
وهنا مهمتنا تكمن في أن نكون صوت ولسان اللاجئين فما اظهرناه من كرم الضيافة امام التاريخ في ساحاتنا وشوارعنا ومناطقنا يتوجب علينا دعم استمراريته واعلام كل واحد منهم انه لديه محامٍ وصديق يقف معه.
فإذا ما فعلنا ذلك لن نواجه جرائم تجبرنا على احناء رأسنا من الخجل كالجريمة التي حدثت في سكاريا.
صحيفة قرار ؛ ترجمة وتحرير وطن اف ام