علوم وتكنولوجيا

دراسة حديثة: الاكتئاب يزيد من خطر الإصابة بمرض القلب في منتصف العمر

توصلت دراسة حديثة إلى أن النساء في منتصف العمر ولديهنّ تاريخ للإصابة بالاكتئاب يواجهن خطراً متزايداً للإصابة بأمراض القلب، وهو ما يُعزز صحة الاستنتاجات السابقة التي توصل إليها العلماء حول العلاقة بين الاكتئاب وأمراض القلب، رغم أنه لا يؤسس لعلاقة سبب ونتيجة.

قام الباحثون بتتبع حوالي 1100 امرأة على مدار 10 سنوات، ووجدوا بأن الاكتئاب كان عامل الخطر الوحيد للإصابة باضطرابات الشرايين التاجية عند النساء اللواتي تقل أعمارهن عن 65 سنة ولم يسبق لهنّ الإصابة بأي من أمراض القلب عند بداية الدراسة.

أما عند النساء اللواتي تجاوزن الخامسة والستين من العمر، فقد وجد الباحثون بأن العمر كان العامل الوحيد للتنبؤ بخطر أمراض القلب.

وبحسب المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها CDC فإن أمراض القلب هي السبب الرئيسي للوفيات عند الرجال والنساء في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث إنها تقف وراء 25 في المائة من حوادث الوفيات كل عام.

يقول المعد الرئيسي للدراسة الدكتور زوزي جيانغ، اختصاصي أمراض التوليد والنساء بمستشفى ريدنغ بولاية بنسلفانيا الأمريكية: “لقد كان الاكتئاب عامل الخطورة الأبرز والأهم من بين جميع عوامل الخطر المعروفة للإصابة بأمراض القلب عند النساء اللواتي تقل أعمارهن عن 65 عاماً، وهو ما شكل مفاجأة بالنسبة لنا”.

قام جيانغ وفريق عمله بمتابع 1084 امرأة أجريت لهن صور ثدي (ماموغرام) في العام 2004 حين كان متوسط أعمارهن حوالي 55 سنة، وقد طرحوا على المشاركات استبياناً يتحرى ما إذا كانوا مصاباتٍ بالاكتئاب، حيث تضمن الاستبيان ثلاث أسئلة حول الشعور بالحزن، أو العجز، أو الوهن النفسي.

كما قام الباحثون بجمع معلومات حول عوامل خطر أمراض القلب عند المشاركات في الدراسة، مثل التاريخ الطبي للعائلة، والتدخين، وممارسة التمارين الرياضية، وارتفاع ضغط الدم، والسكري. ثم أعاد الباحثون طرح الاستبيان على المشاركات في الدراسة لأربع مرات في غضون السنوات العشر التالية، وذلك بهدف المتابعة وتحري ما إذا كانت أي من المشاركات قد أصيبت بمرض قلبي.

أشارت نتائج الدراسة إلى أنه من بين 1030 امرأة لم يكن لديها تاريخ للإصابة بأمراض القلب في بداية الدراسة، فإن 18 في المائة منهن أجابت بـ “نعم” على واحد على الأقل من أسئلة استبيان الاكتئاب، ومن بين هؤلاء النسوة عانى 9 في المائة منهن من حادثة قلبية وعائية واحدة على الأقل في أثناء السنوات العشر التالية، وذلك بالمقارنة مع نسبة 2 في المائة فقط عند النساء اللواتي أجبن بـ “لا” على جميع أسئلة استبيان الاكتئاب.

وجد الباحثون بأن الاكتئاب كان عامل الخطورة الوحيد المترافق مع تطور الإصابة بأمراض القلب لدى النساء اللواتي تقل أعمارهن عن 65 عاماً. وعلى الرغم من أن الباحثين لم يتمكنوا من فهم الآلية الدقيقة التي تفسر الارتباط بين الاكتئاب وزيادة خطر أمراض القلب، إلا أنه وبحسب جيانغ فإن الاكتئاب يزيد من إفراز هرمون الشدة في الجسم، وهو ما قد يلعب دوراً في زيادة خطر أمراض القلب.

وفي معرض التعليق على نتائج الدراسة، يقول سيمون ريجو، كبير الأطباء النفسيين بمركز مونتيفيوري الطبي بمدينة نيويورك الأمريكية بأن الدراسة تُلقي الضوء على أهمية الحالة النفسية وتأثيرها على صحة القلب.

ويختم ريجو بالقول: “إن الخلاصة الأهم التي يمكن استنتاجها من هذه الدراسة هي ضرورة تحري الإصابة بالاضطرابات النفسية في الأماكن التي لا يطلب فيها المرضى عادةً مثل هذه المعالجات، وذلك للضرر البالغ الذي تلحقه الاضطرابات النفسية بصحة وإنتاجية الشخص”.

جرى عرض نتائج الدراسة في الاجتماع السنوي لجمعية الإياس في أمريكا الشمالية في مدينة أورلاندو بولاية فلوريدا الأمريكية، ومن المتعارف عليه بأن نتائج الدراسات المعروضة في الاجتماعات والملتقيات العلمية تبقى أولية لحين نشرها في مجلات علمية محكمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى