علوم وتكنولوجيا

دراسة: عوامل سابقة للولادة تزيد من خطر اضطراب الوسواس القهري عند الأطفال

بيَّنت دِراسةٌ حديثةٌ أنَّ سُلوك الأمّ في أثناء الحمل بالإضافة إلى بعض مُضاعفات الوِلادة، تُؤثِّر في خطر إصابة الطفل باضطراب الوسواس القهريّ obsessive compulsive disorder. قالَ الباحِثون إنَّ الولادة القيصريَّة وولادة الخُدَّج وخُروج قدمي الجنين قبل رأسه (الولادة المقعديّة breech birth) والتدخين في أثناء الحمل وولادة صغار بأحجام كبيرةٍ أو صغيرة بشكلٍ غير اعتياديّ، ترافقت جميعها مع زيادةٍ في خطر اضطراب الوسواس القهريّ.

قال المشرف على فريق الباحثين غوستاف براندر، من مركز أبحاث علم النَّفس لدى معهد كارولينسكا في ستوكهولم: “لا نعلم السبب الدَّقيق في اضطراب الوسواس القهريّ، ولكن نعتقد أنَّ عوامِل خطر جينيَّة وبيئيَّة معاً قد ترتبِطُ بهذا الاضطراب، ولذلك تُعدُّ نتائج دراستنا مهمَّة لأنَّها تُبيِّنُ ولأوَّل مرَّة ارتِباطاً مُقنِعاً بين عوامل الخطر البيئيَّة وهذه الحالة”.

يقول المعهد القوميّ الأمريكيّ للصحَّة النفسيَّة إنَّ الأشخاص الذين يُعانون من اضطراب الوسواس القهريّ لديهم أفكار مُتكرِّرة خارج سيطرتهم، ويُحاولون التعامُل معها عن طريق تكرار أنواع مُعيَّنة من السلوك، فمثلاً قد يقوم الشخص الذي لديه خوف مفرط من اللصوص بتفقُّد أقفال الأبواب بشكلٍ مُتكرِّرٍ. وأضاف المعهد أنَّ حوالي 1 في المائة من البالغين في الوِلايات المتَّحِدة يُعانون من هذا الاضطراب الذي يُؤثِّر بشكلٍ سلبي في الحياة اليوميَّة للإنسان.

قال براندر: “بيَّنت نتائج دراستنا ارتباطاً بين عوامِل معيَّنة سابِقة للولادة وزيادةٍ في خطر اضطراب الوسواس القهريّ، ولكنها لم تُبرهِن على أنَّ تلك العوامل تُسبِّب هذا الاضطراب فعليَّاً”.

“ولكن وبالتضافُر مع الجهود الأخرى الـمُستمرَّة في مجال علم الجينات، يُمكن أن تُسهم النتائج في تمهيد الطريق أمام فهمٍ أعمق لأسباب اضطراب الوسواس القهريّ”.

قالَ الباحِثون إنَّ دراساتٍ سابقة ربطت الحمل ومُضاعفات الولادة بأمراضٍ نفسيَّة أخرى، مثل الفُصام schizophrenia والتوحُّد واضطراب نقص الانتباه وفرط النَّشاط attention deficit hyperactivity disorder؛ وأنَّ التغيُّرات في تخلُّق الجنين ترتبِطُ بنموّ الدِّماغ خلال فترة المراهقة.

تفحَّصَ الباحثون بياناتٍ لحوالي 2.4 مليون طفل وُلِدوا في السويد بين العامين 1973 و1996، وتابعوا حالاتهم حتى العام 2013، حيث أُصِيب أكثر من 17 ألف طفلٍ بينهم باضطراب الوسواس القهري، وكان مُتوسِّط اعمارهم عند تشخيص الإصابة 23 عاماً.

وجدَ الباحِثون أنَّه بالإضافة إلى التدخين وطريقة الولادة والوزن عند الولادة، أشار مقياس أبغار Apgar score (تقييم لصحة المولود بشكلٍ عام بعد دقائِق من ولادته)، إلى زيادةٍ في خطر اضطراب الوسواس القهريّ.

كما وجد الباحِثون أيضاً أنَّه كلَّما تعرَّض المولود إلى المزيد من هذه العناصر الشخصيَّة، ازدادت فُرص إصابته باضطراب الوسواس القهريّ، حيث زاد عامل خطر واحد من هذا الميل بنسبة 11 في المائة،

وقد بقيت نتائج الدراسة صحيحة حتى بعد تحييد العوامل المؤثرة الأخرى، مثل الحالة الاقتصادية الاجتماعية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى