قالَ باحِثون إنَّ نوعاً جديداً من الجبائر الجبسيَّة plaster cast قد يُساعِدُ كِبار السنّ على تفادي الجراحة عند الإصابة بكسور الكاحِل غير الـمُستقرَّة. قالَ مُعدّ الدراسة كيث ويليت، أستاذ جراحة العظام وعلوم طبّ الروماتزم والعلوم العضلية الحركيَّة لدى جامعة أوكسفورد في بريطانيا: “يُعاني كِبار السنّ، أي الذين تجاوزوا 60 عاماً من العمر، من زِيادةٍ في عدد كُسور الكاحِل بسبب النشاط الزائد في أسلوب الحياة وانتشار هشاشة أو تخلخُل العظام”.
“ولكننا نعلم بأنَّ المآل عند هذه الشريحة من البشر سيء بشكلٍ غير مُتكافئ، ويُمكن أن تتأثر نوعية الحياة لديهم بسبب ضعف قدراتهم على الحركة”.
يجب التنويه إلى أنَّ هناك طريقتان شائعتانِ لعلاج كسور الكاحل غير المستقرَّة، تنطوي الطريقة الأولى على تثبيت العظام باستخدام الصفائِح والبراغي، بينما تنطوي الثانية على استخدام الجبيرة الجبسيَّة التقليديَّة.
قال ويليت: “هناك سلبيَّات لكل واحدة من هاتين الطريقتين، فالجبائر الجبسيَّة التقليديَّة تترافق مع انزياح العظام بشكلٍ سيءٍ وعدم الشفاء بشكلٍ جيِّدٍ والألم الذي تُسبِّبه الجبيرة، وبالنسبة إلى الجراحة، خُصوصاً عند كبار السنّ، فهي تترافق مع مشاكل مثل عدم تثبيت الطعم بشكلٍ جيِّدٍ ومشاكل في التئام الجرح أو العدوى”.
“قيَّمنا الطريقة الجديدة في استخدام الجبائر الجبسيَّة والتي تنطوي على استخدام جبائر لاصقة close contact casting، تُستخدَم فيها حشوات أقلّ من الجبيرة التقليديَّة وتجعل العِظام مُتراصِفة تشريحيَّاً بشكلٍ أفضل، ويقوم الجرَّاح بتطبيق الجبيرة بينما يخضَع المريض للتخدير العامّ”.
اشتَملت الدراسة على 620 شخصاً من كبار السنّ يُعانون من كُسور الكاحل غير المستقرَّة، جرى عِلاج نصفهم بالجراحة، بينما جرى عِلاج النصف الثاني بطريقة الجبائر اللاصِقة.
وجدَ الباحِثون أنَّه بعد مرور 6 أسابيع و6 أشهر من المعالَجة، لم تكن هناك اختلافات ملحوظة بين المجموعتين من ناحية الألم وحركة الكاحِل والقدرة على الحركة بشكلٍ عام ونوعيَّة الحياة.
ولكن نوَّه الباحِثون إلى أنَّ عدد المشاكل التي ظهرت عند المرضى في مجموعة الجراحة كان أكثر بالمقارنة مع عددها في مجموعة الجبائر اللاصِقة (116 في مقابِل 71)؛ كما أمضى المرضى في مجموعة الجبائر اللاصِقة وقتاً أقلّ بحوالي 54 دقيقةً في غرفة العمليَّات، ولكنَّهم احتاجوا إلى الاستشارات الطبيَّة كمرضى غير مُقيمين واستخدموا وسائل التنقُّل الموجودة في المستشفى.
بيَّنت الدراسة أنَّ فترة الإقامة في المستشفى والوقت الذي احتاجه المرضى للمشي على أقدامهم مجدَّداً، كانا مُتشابِهين عند المرضى في المجموعتين معاً.
قال ويليت: “بشكلٍ عام، تُشيرُ دراستنا إلى أنَّ الجبيرة اللاصِقة قد تكون طريقة علاج مُناسِبة لكبار السنّ، وتُقلِّلُ من مستوى المصادِر التي تحتاجها المعالَجة، ناهيك عن أنَّها تُجنِّب شيئاً من المضاعفات الشائِعة للجراحة”.