بيَّنت دِراسةٌ حديثةٌ أنَّ بعضَ النِّساءِ قد يكون لديهنَّ استِعداد وراثيّ للهبَّات السَّاخِنة hot flashes قبل أو في أثناء سنّ اليأس. قالَ الباحِثون إنَّهم تعرَّفوا إلى أنماط جينيَّةٍ تُؤثِّرُ في واحِدةٍ من مُستقبِلات الدِّماغ التي تُنظِّمُ إفراز هرمون الإستروجين، وإنَّ هذه العوامل الجينيَّة تزيدُ من تعرُّض النِّساء إلى الهبَّاتِ السَّاخِنة.
قالت الباحِثة الرَّئيسية الدكتورة كارولين كراندال، أستاذة الطبّ لدى جامعة كاليفورنيا/لوس آنغلس: “لم تُركِّز الدراسات السابِقة على كيف قد ترتبِطُ الأنماط الجينيَّة بالهبَّاتِ السَّاخِنة عند النِّساء، ولذلك تأتي أهميَّة نتائج دراستنا من الناحية الإحصائيَّة”.
“لاحظنا أنَّ هذا الارتِباط كان مُتشابهاً عند النِّساء الأمريكيَّات من أُصولٍ أوروبيَّةٍ ومن أصُول أفريقيَّة ولاتينيَّة، وبقي هذا الارتباط حتى من بعد أن أخذنا في الاعتِبار عوامِل أخرى قد تُؤثِّرُ في الهبَّات الساخِنة، ولكن لم تُبرهِن دراستنا على أنَّ الأشكال الجينيَّة تُسبِّبُ الهبَّاتِ السَّاخِنة”.
“إذا استطعنا تحديد ما هي الأنماط الجينيَّة التي تترافق مع الهبَّات الساخِنة بشكلٍ أفضل، قد نتوصَّل إلى طُرق مُعالجة جديدة للتخفيفِ من تلك الهبَّات”.
تفحَّصَ الباحِثون كامِل مجموعة الجينات genome البشرية للتعرُّف إلى الصِّلات بينَ الأشكال الجينيَّة والهبَّات الساخِنة والتعرُّق الليليّ، كما تفحَّصوا أيضاً معلومات جينيَّة أُخِذت من 17695 امرأة في سنّ اليأس تراوحَت أعمارهنَّ بين 50 و79 عاماً، وأخذوا في الاعتِبار ما إذا أفادت المشارِكات عن هبَّاتٍ ساخِنةٍ أو تعرُّقٍ ليليّ.
قال معدُّو الدراسة إنَّه بعد تفحُّصهم لأكثر من 11 مليون شكلٍ جينيّ، وجدوا أنَّ 14 شكلاً ترافقت مع الهبَّات السَّاخِنة، وتموضع كل واحد منها في جزء الجسم الصبغيّ الرَّابِع الذي يُرمِّز مُستقبِلة محدَّدة في الدِّماغ تُعرَف باسم مُستقبِلة تاكيكينين الثالثة tachykinin receptor 3. تتفاعَل هذه المستقبِلة مع الألياف العصبيَّة التي تُنظِّم إفراز الإستروجين.
قالَ الباحِثون إنَّ النتائج يُمكن أن تُؤدِّي إلى طُرق مُعالجة جديدة قد تُساعِد على التخفيفِ من أعراض سنّ اليأس، ولكن يحتاج الأمر إلى المزيد من الأبحاث لمعرِفة كيف تُؤثِّرُ الأشكال الجينيَّة الأخرى النَّادِرة في الهبَّات السَّاخِنة.
