نجح أطباء سويسريون في استخدام خلايا من الغضروف الأنفي لزراعتها ضمن غضروف الركبة المتضرر لدى عشرة مرضى عانوا من إصابات فيه. وبحسب الأطباء، فإنه بعد سنتين من إجراء الزرع الغضروفي، تحسنت حالة معظم المرضى بشكل كبير بعد أن نما غضروف جديد في ركبهم، مما ساعد على تخفيف آلامهم وحسن من وظيفة الركبة ونوعية حياتهم.
يقول المعد الرئيسي للدراسة إيفان مارتين، أستاذ هندسة النسج بجامعة باسيل السويسرية: “لقد قمنا بتطوير طريقة جديدة وواعدة في علاج أذيات الغضروف المفصلي في الركبة”. والغضروف المفصلي هو النسيج الذي يغطي نهايتي العظمين في الركبة، ويمكن أن تؤدي إصاباته إلى حدوث إصابات تنكسية في المفصل تُعرف باسم الفصال العظمي osteoarthritis.
ويؤكد مارتين أنه على الرغم من أن النتائج الأولية تبدو واعدة، إلا أن الحاجة قائمة لإجراء المزيد من الأبحاث على شريحة أكبر من المرضى قبل اعتماد هذه الطريقة العلاجية بشكل نهائي.
قام مارتين وزملاؤه بأخذ عينة صغيرة من خلايا الغضروف المفصلي من أنف المريض، وعملوا على تسريع تكاثرها ونموها من خلال تعريضها لهرمون النمو لمدة أسبوعين. ثم جرى زرع هذه الخلايا في غشاء كولاجيني لمدة أسبوعين آخرين.
وبعد ذلك، قام الأطباء بقص النسيج الغضروفي المتشكل لكي يلائم مكانه الجديد في الركبة المتضررة بعد إزالة الغضروف الأصلي منها.
ويقول الباحثون إن الإجراء الجديد لا يتطلب جراحةً أنفية بالمعنى الحرفي، إذ يكفي تخدير المريض بشكل موضعي وأخذ عينة بسيطة من خلايا الغضروف الأنفي. وبعد إجراء جراحة الركبة سيحتاج المريض إلى استخدام العكازات لمدة ثمانية أسابيع قبل أن يتمكن من
المشي بدونها، ويحتاج الشفاء الكامل عادةً بضعة أشهر أخرى لاحقة.
قام الباحثون بإجراء عدة صور بالرنين المغناطيسي للركبة عند المرضى المعالجين بهذه الطريقة، وأظهرت الصور بأن النسيج الجديد مشابه لنسيج غضروف الركبة الأصلي، كما أفاد تسعة مرضى من أصل عشرة بأن العلاج الجديد قد خفف من آلامهم. في حين جرى استبعاد المريض العاشر بسبب إصابته مجدداً بإصابات رياضية.
وبحسب الباحثين، فلم تُسجل أيّة مضاعفات للعلاج، ما عدا حالتين جرى فيهما تسجيل مضاعفات غير متصلة بالعلاج بحد ذاته.
ويؤكد الخبراء بأن الطريقة الجديدة ستشكل – في حال اعتمادها- خطوة مهمة في ترميم الغضروف المفصلي في الركبة.