علوم وتكنولوجيا

دراسة: تلوث الهواء يعود بالضرر على الأوعية الدموية للشباب الأصحاء أيضاً

توصلت دراسة حديثة إلى أن آثار التلوث البيئي السلبية لا تقتصر فقط على المرضى والمسنين، وإنما تشمل حتى الشباب الأصحّاء الذين قد يواجهون خطر تضرر الأوعية الدموية الناجم عن تلوث الهواء بدخان السيارات أو المصانع أو الحرائق.

وقد ربطت الدراسة التي استمرت لثلاث سنوات بين تلوث الهواء وحدوث تبدلات غير طبيعية في دماء المشاركين الشباب، الذين كانوا يبلغون من العمر 23 سنة وسطياً. وبحسب مُعدي الدراسة، فيمكن لهذه التبدلات مع مرور الوقت أن تؤدي للإصابة بأحد أمراض القلب.

يقول المعد الرئيسي للدراسة تيموثي أو تول، الباحث بمركز السكري والبدانة الذي يتبع لجامعة لوسيفيلي بولاية كنتاكي الأمريكية: “لقد وجدنا بأن العيش في بيئة ملوثة يزيد من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والسكتة الدماغية في أعمار أصغر مما هو شائع”.

ويُضيف: “على الرغم من أننا نعلم مسبقاً بأن تلوث الهواء قد يُحرض الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية عند الأشخاص من فئة الخطر المرتفع (المرضى والمسنين)، إلا أن دراستنا الحالية أظهرت بأن هذه الخطر لا يقتصر على تلك الشريحة من البشر، وإنما يتعداها ليشمل جميع فئاتهم وأعمارهم”.

قام أو تول وزملاؤه بتحري نوع محدد من تلوث الهواء يُطلق عليه اسم الجسيمات الدقيقة PM2.5، وهي مكونة من جزيئات صلبة أو سائلة تنجم عن الاحتراق.

اشتملت الدراسة على 72 شاباً غير مدخن يقطنون في مدينة بروفو بولاية يوتاه الأمريكية، ويتمتعون جميعاً بصحة جيدة ولا يعانون من أية أمراض.

وبسبب مناخ مدينة بروفو وسماتها الجغرافية فهي تُعد من المدن التي ترتفع فيها نسبة التلوث، حيث صنفها التقرير الأخير للرابطة الأمريكية للرئة في المرتبة السابعة من بين 220 منطقة في الولايات المتحدة، وذكر التقرير أن التلوث في هذه المدينة مستمر على مدار 24 ساعة.

قام أو تول وفريق بحثه بتفحص تراكيز الجسيمات الدقيقة PM2.5 في عينات من دم المشاركين في فصل الشتاء من أعوام 2013 و 2014 و 2015.

وجد الباحثون بأنه مع ارتفاع مستويات التلوث فقد ازداد مؤشر الضرر الخلوي وخطر الوفاة، كما ارتفعت أيضاً مستويات البروتينات التي تُثبط نمو الأوعية الدموية والبروتينات التي تدل على وجود التهاب في الأوعية الدموية.

وفي معرض التعليق على الدراسة، يقول الدكتور هوارد ليفيت، مدير قسم طب القلب بجامعة ستاتين آيلاند بمدينة نيويورك: “لقد ساعدت هذه الدراسة على سد المزيد من الثغرات في فهمنا لخطر التلوث البيئي المحدق بنا. فعلى الرغم من أن الرابطة الأمريكية لطب القلب قد حذرت من خطر التلوث البيئي منذ سنوات عديدة، إلا أنها ركزت على شريحة الأشخاص المصابين بأمراض القلب أو الأشخاص الذي يرتفع لديهم خطر الإصابة بأمراض القلب. ولكن هذه الدراسة أزالت الشكوك حول الآثار السلبية للتلوث على جميع أفراد المجتمع بدون استثناء، كونها ركزت على شريحة الشباب الأكثر قوةً وصحة”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى