علوم وتكنولوجيا

دراسة حديثة: مشاكلُ النوم ترتبط بزيادة خطر الإصابة باضطراب نظم القلب

توصَّلت دراستان حديثتان إلى أنَّ مشاكلَ النوم تُشكِّل عاملَ خطورة للإصابة باضطراب نظم القلب، ممَّا يُمثِّل سبباً إضافياً للاهتمام بالحصول على قسطٍ كافٍ من النوم في كلِّ ليلة. وحالةُ اضطراب النظم القلبي المقصودة هي الرجفان الأذيني atrial fibrillation، وهو حالةٌ شائعة ترتبط بزيادة خطر الإصابة بالجلطات والسَّكتات الدماغية.

في الدراسة الأولى، قامت المُعدةُ الرئيسية الدكتورة جيانكينغ لي، اختصاصيَّة أمراض القلب بمستشفى جامعة وينثورب الأمريكية بمراجعة دراساتٍ سابقة حولَ الموضوع ذاته، وخلُصت إلى أن اضطرابَ دورات النوم والاستيقاظ قد يُشكِّل الآليَّةَ التي يحدث بها الرجفان الأذيني أو يعود من جديد، وذلك على الرغم من أنَّ أياً من الدراسات المعنيَّة لم تُثبت علاقةَ سببٍ ونتيجة بين الرجفان الأذيني ومشاكل النوم.

أمَّا في الدراسة الأخرى، والتي قاد فريقُ بحثها الدكتور جورجي ماركوس، الأستاذ بجامعة كاليفورنيا الأمريكية، فقد قام الباحثون بتحرِّي بيانات ملايين المرضى، في محاولة للعثور على علاقةٍ بين اضطرابات النوم والرجفان الأذيني.

وجد الباحثون أنَّ مشاكل النوم، بما في ذلك الأرق، ترتبط بصورة مُستقلَّة مع الرجفان الأذيني. كما وجدوا أيضاً بأنَّ الأشخاص الذين يستيقظون بصورة متكرِّرة في أثناء الليل يزداد لديهم خطرُ الإصابة بالرجفان الأذيني بنسبة 26 في المائة، وأنَّ الخطرَ ذاته يزداد لدى مرضى الأرق بنسبة 29، وذلك بالمقارنة مع الأشخاص الذين لا يتقطَّع نومُهم كثيراً في أثناء الليل.

وفي تحليل مستقل، وجد فريقُ الباحثين نفسه بأنَّ الأشخاصَ الذين يحصلون على فترة أقلّ من مرحلة النوم المُسمّاة بالنوم الريمي (أو نوم حركات العين السريعة) rapid-eye movement (REM) يزداد لديهم خطرُ الرجفان الأذيني، بالمقارنة مع قصر فترة مراحل النوم الأخرى.

يقول ماركوس: “لا نزال نجهل تفسيرَ الارتباط بين مشاكل النوم والإصابة بالرجفان الأذيني. ولكن على الرغم من ذلك، فإنَّ هذه النتائجَ تؤكِّد على ضرورة تبني إستراتيجيات لتعزيز جودة النوم عند الأشخاص، في محاولة للوقاية من الرجفان الأذيني”.

ويُضيف: “من المعلوم مسبقاً الارتباط بين اضطرابات النوم وعوامل الخطورة لمرض القلب، مثل ارتفاع ضغط الدم والبدانة. وبناءً على ذلك، لا أعتقد بأنَّ أحداً سيُجادل في أهمِّية الحصول على قسط كافٍ من النوم لصحة القلب وصحة الإنسان عامة”.

من المعروف بأنَّ نتائجَ الدراسات والأبحاث المعروضة في الاجتماعات والملتقيات العلمية تبقى أوَّلية، إلى حين نشرها في مجلَّة علمية محكمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى