علوم وتكنولوجيا

مراقبة سكر الدم في بداية الحمل قد يقلل من خطر عيوب القلب الخلقية لدى الجنين

توصَّلت دراسةٌ حديثة إلى أنَّ ارتفاعَ مستوى سكَّر الدم لدى الأم، في أشهر حملها الأولى، قد يزيد من خطر إصابة طفلها بالعيوب القلبية الخِلقية. قام فريقُ الباحثين برئاسة الدكتورة إيمي هيلي، الأستاذة بجامعة كاليفورنيا الأمريكية، بقياس مستويات سكر الدم لدى أكثر من 19 ألف امرأة حامل في الثلث الأوَّل من الحمل.

وقد وجد الباحثون أنَّ كلَّ زيادة بمقدار 10 ميليغرامات/100 مل، في مستوى سكر دم الأم الحامل، يزداد مقابلها خطرُ إصابة الطفل بعيب قلبي خلقي بنسبة 8 في المائة.

وعلى الرغم من أنَّ الدراسةَ لم تُثبت ذلك من خلال علاقة سبب ونتيجة، إلا أنها، وبحسب الباحثين، تعدُّ الدراسةَ الأولى التي تُسلِّط الضوءَ على العلاقة بين مستوى السكر في دم الأم الحامل في أشهر الحمل الأولى وخطر إصابة الطفل بعيوب قلبية خلقية.

تقول هيلي: “إنَّ الارتباطَ بين ارتفاع سكر الدم في أشهر الحمل الأولى وإصابة الطفل بعيوب قلبية خلقية كان أكبرَ من الخطر المماثل الذي يرتبط بارتفاع سكر الدم في الفترة بين الأسبوعين 24 و 28 من الحمل، حيث جرت العادة على إخضاع الأم الحامل في تلك الفترة لاختبار تحمُّل الغلوكوز الفموي، بهدف الكشف عن السكَّري الحملي”.

وفي معرض التعليق على نتائج الدراسة، يقول الدكتور باري جولدبيرج، رئيس قسم طب قلب الأطفال بمستشفى نورثويل هيلث بمدينة نيويورك: “على الرغم من الحاجة لإجراء المزيد من الدراسات في هذا الخصوص، إلا أنَّ نتائجَ هذه الدراسة أشارت إلى قصور محتمل في طريقة التحرِّي عن السكري في أثناء الحمل وعلاجه”.

ويُضيف: “يحدث العيبُ القلبي الخلقي عندما لا يتخلَّق القلبُ بصورة صحيحة في المرحلة الجنينية، وهو العيبُ الخلقي الأكثر شيوعاً عند المواليد، إذ تبلغ نسبته حوالى 8 في الألف، أو واحد في المائة تقريباً”.

وبحسب غولدبيرغ، فإنَّ اختبارَ تحمُّل الغلوكوز الفموي هو الاختبار المعياري المتَّبع حالياً لتنبيه الأطباء لإصابة الأم بالسكري الحملي، وهو ما يُعالج بالنظام الغذائي والأدوية، وفي بعض الحالات بالأنسولين. ولكن مع ذلك، فإنَّ العلاجَ الجيِّد للسكري الحملي لا يقضي تماماً على فرص إصابة الطفل بالعيوب القلبية الخلقية.

وبحسب الخبراء، فإنَّ الدراسةَ الحالية تقترح إجراء تَحرٍّ لمستوى السكر عند الأم الحامل في مرحلة مبكِّرة من الحمل، وهو ما قد يؤدِّي إلى تراجع ملحوظ في معدلات الإصابة بالعيوب القلبية الخلقية، ويحفظ حياةَ آلاف المواليد في العالم.

من المعروف بأنَّ نتائجَ الدراسات المعروضة في الاجتماعات والملتقيات العلمية تبقى أوليةً، إلى حين نشرها في مجلة علمية محكمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى