توصَّلت دراسةٌ حديثة إلى أنَّ مشاهدةَ الأطفال قبلَ سن المدرسة للإعلانات التلفزيونية، التي تُروِّج للأطعمة في أثناء عرض برامج الأطفال، تزيد من إقبالهم عليها لاحقاً.
تقول المُعدةُ الرئيسية للدراسة جينيفر إيموند، الأستاذة المساعدة في قسم طبِّ الأطفال بكلية الطب بجامعة هانوفر الأمريكية: “لقد توصَّلنا إلى أنَّ مشاهدةَ الأطفال المُكثفة للإعلانات التلفزيونية الخاصة بالأطعمة سوف يدفعهم لاحقاً لتبنِّي أنماط غذائية غير صحية”.
وبحسب فريق البحث، فإنَّ البدانةَ تُعدُّ تهديداً لصحة العديد من الأطفال، وإنَّ التسويقَ المفرط للأطعمة الغنية بالطاقة والفقيرة بالعناصر الغذائية يزيد من المخاوف في هذا الصدد.
وقد كانت دراساتٌ سابقة أظهرت بأنَّ الأطفالَ الأمريكيين قبلَ سن المدرسة يشاهدون التلفازَ بمعدَّل يزيد على ثلاث ساعات يومياً، وأنَّ مقدارَ ما يشاهدونه من إعلانات الأطعمة قد ازداد بنسبة 18 في المائة في الفترة بين عامي 2010 و 2014.
والسؤالُ الذي أراد الباحثون الإجابةَ عنه هو: هل تدفع هذه الإعلاناتُ التلفزيونية الأطفالَ لتناول المزيد من الوجبات الطعامية غير الصحِّية؟
قام الباحثون بمراقبة ستين طفلاً تتراوح أعمارهم بين 2 إلى 5 سنوات، شاهدوا مقطعاً تلفزيونياً من برنامج افتح يا سمسم لمدة 14 دقيقة.
تناول الأطفالُ وجبةً مُشبعة قبلَ مشاهدة البرنامج التلفزيوني، ممَّا يعني بأنهم لم يكونوا جوعى عندَ مشاهدة البرنامج؛ ثم جرت إتاحةُ الفرصة لهم للوصول إلى كمية غير محدودة من الوجبات الطعامية في أثناء مشاهدة البرنامج.
جرى تقسيمُ الأطفال في مجموعتين، شاهد أفراد المجموعة الأولى البرنامج التلفزيوني من دون فواصل إعلانية للأطعمة، في حين شاهد أفرادُ المجموعة الثانية البرنامج مع فواصل إعلانية لوجبات طعامية مالحة شهيرة. وقد تضمَّن الإعلانُ التلفزيوني مشاهدَ لأطفال يلعبون بمرح، ويتناولون الوجبة المعنية بالإعلان.
تقول إيموند: “لقد وجدنا بأنَّ الأطفالَ الذين شاهدوا الإعلانات التلفزيونية للأطعمة تناولوا طعاماً أكثر بحوالى 30 سعرة حرارية من الأطفال الذين لم يشاهدوا الإعلانات التلفزيونية”.
ويعتقد الباحثون بأنَّ مشاهدةَ الطفل لإعلان تلفزيوني عن الأطعمة سوف يشجِّعه على تناول الطعام حتى وإن لم يكن جائعاً. وأوصَوا في نهاية المطاف بالحدِّ من مقدار الإعلانات الغذائية التي يُشاهدها الطفل في أثناء جلوسه أمام التلفاز، فمن شأن ذلك أن يساعدَه على تبنِّي عادات غذائية صحية أكثر، واستهلاك كمِّيات أقلّ من السعرات الحرارية.