وافقت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية على جهاز جديد لمراقبة مستوى السكري بصورة مستمرة يُطلق عليه اسم ديكسكوم جي فايف Dexcom G5، يساعد المريض على تحديد جرعة الإنسولين المطلوبة دون الحاجة لإجراء اختبار آخر يتطلب وخز اليد وأخذ عينة دموية.
ويعني ذلك بأن مرضى السكري سوف يتمكنون من تقليل عدد مرات وخز أصابعهم بمعدل ثلاث أو أربع مرات يومياً، إذ تتطلب أجهزة قياس السكر التقليدية استخدام واخزة لسحب عينة دموية من إصبع المريض ومن ثم تحليلها.
ومع ذلك، فإن الجهاز الجديد لا يعني الاستغناء نهائياً عن وخز الإصبع، إذ لا بد من إجراء تحليل السكر بالطريقة التقليدية لمرتين في اليوم (مرة كل 12 ساعة) للتأكد من أن جهاز ديكسوم جي فايف يعمل بصورة جيدة ويُعطي قراءات صحيحة.
وبحسب إحصائيات المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، فإن هنالك ما يقرب من 29 مليون أمريكي مصاب بداء السكري.
يُذكر بأنه هنالك نوعان من داء السكري: النمط الأول، وفيه يعجز الجسم عن إنتاج كميات كافية من هرمون الإنسولين الضروري لاستخدام الكربوهيدرات كوقود للعمليات الاستقلابية في الجسم، مما يعني ضرورة أن يأخذ المريض الإنسولين من مصدر خارجي (إما بشكل حقن بمعدل 5 إلى 6 حقن يومياً، أو مضخة تمد الجسم بالإنسولين عبر قثطرة مغروسة تحت الجلد).
وهناك النمط الثاني من الداء السكري، وفيه لا يعاني الجسم من نقص في مستويات الإنسولين، ولكنه يعجز عن استخدامها بصورة صحيحة. ويُشكل هذا النوع من السكري حوالي 95 في المائة من إجمالي الإصابات بالمرض.
يعتمد الجهاز على مستشعر صغير (حساس أو سنسر) يجري غرسه تحت الجلد، ويقوم بمراقبة مستوى السكر في الدم بصورة مستمرة ويرسل معلوماته إلى مستقبل خاص وإلى جهاز الهاتف الذكي الخاص بالمريض.
وفي حال حدوث زيادة أو نقصان في مستوى سكر الدم عن الحدود الطبيعية، فسيقوم الجهاز بإرسال إنذار إلى المريض ينبهه عن المشكلة، وهو ما يُعد أمراً ضرورياً وخاصةً عند هبوط مستوى السكر بشكل كبير، إذ يمكن للحالة أن تُسبب غياب المريض عن الوعي أو حتى وفاته.
ويُعد هذا الجهاز الأول من نوعه الذي ينال موافقة هيئة الغذاء والدواء الأمريكية.
يقول ألبيرتو جويتيرز، مدير مكتب الصحة الشعاعية والتشخيصية بالمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها: “على الرغم من أن الجهاز يحتاج إلى معايرة مرتين في اليوم بواسطة جهاز قياس السكري التقليدي الذي يعتمد على وخز الإصبع لأخذ عينة دموية من المريض. إلا أنني أعتقد بأن تقليل عدد مرات الحاجة إلى وخز الإصبع سوف يساعد المرضى على علاج حالاتهم بصورة أسهل”.
ويُضيف: “كما يمكن أن تساعد القراءة المستمرة لمستوى سكر الدم على فهم تقلباته وبالتالي علاجه بصورة أفضل”.
وكانت هيئة الغذاء والدواء قد أجرت تجربتين سريريتين على الجهاز قبل الموافقة عليه، وقد اشتملت هاتان الدراستان على 130 طفلاً مصاباً بالسكري من النمط الثاني، ولم تُلاحظ أية أعراض جانبية للجهاز.