علوم وتكنولوجيا

تناول زيت السمك في أثناء الحمل قد يقلل من خطر إصابة الطفل بالربو

توصلت دراسة حديثة إلى أن النساء اللواتي يتناولن زيت السمك في الثلث الأخير من الحمل قد يقللن بذلك من خطر إصابة أطفالهن بالربو بنسبة الثلث تقريباً.

يُذكر بأن زيت السمك غني بالحموض الدسمة بما يساوي 15-20 ضعفاً مما يحصل عليه المواطن الأمريكي يومياً عن طريق الغذاء بشكل طبيعي.

يقول المعد الرئيسي للدراسة الدكتور هانس بيسجارد، أستاذ طب الأطفال بجامعة كوبنهاغن الدنماركية: “لم نلاحظ أية آثار جانبية لتناول زيت السمك على الأمهات أو أطفالهن”.

ولكن الدكتور بيسجارد امتنع عن تقديم أية نصيحة فيما يخص تناول الحوامل لزيت السمك في هذه المرحلة من التجارب، وقال: “على الرغم من أنني أعتقد بأن تناول الأمهات الحوامل لزيت السمك يشكل وسيلة آمنة لوقاية أطفالهن من الإصابة بالربو، إلا أن الأمر بحاجة إلى المزيد من الدراسات لتحديد المرحلة الأفضل للبدء بتناوله، وما هي الجرعة الأنسب منه”.

وفي معرض التعليق على نتائج الدراسة، تقول الدكتورة جينيفر وو، اختصاصية أمراض النساء بمستشفى لينوكس هيل بمدينة نيويورك الأمريكية: “من المحتمل أن تكون الجرعات المنخفضة فعالة للحصول على الأثر الوقائي المنشود، وأقترح في هذه المرحلة أن تستشير الأم الحامل طبيبها عن مدى حاجتها للحموض الدسمة الموجودة في زيت السمك تحديداً. وسيقوم الطبيب بسؤالها عن كمية الأسماك التي تتناولها في نظامها الغذائي، ويُقدر ما إذا كانت كافية أم لا”.

اشتركت في الدراسة أكثر من 750 امرأة حامل، وجرى تقسيمهن في مجموعتين، طُلب من أفراد المجموعة الأولى تناول كبسولات زيت السمك، في حين طُلب من أفراد المجموعة الثانية تناول دواء وهمي (زيت زيتون)، وذلك بصورة يومية.

وجد الباحثون بأن مواليد النساء من المجموعة الأولى كانوا أقل عرضة للإصابة بالربو بنسبة الثلث وذلك في مرحلة الطفولة المبكرة. ومع بلوغ الأطفال عمر خمس سنوات بلغت نسبة الأطفال الذين شُخصت إصابتهم بالربو في المجموعة الأولى 17 في المائة، و 25 في المائة في المجموعة الثانية.

وبحسب الباحثين، فهناك العديد من العوامل التي قد تؤثر في النتيجة النهائية وتجعل بعض الأطفال يستفيدون من تناول أمهاتهم لزيت السمك أكثر من بعضهم الآخر، مثل العوامل الوراثية ومستوى الحموض الدسمة في دم الأم قبل البدء بتناول زيت السمك (كلما كان أقل كلما كان الأثر الوقائي أكثر وضوحاً). كما يذكر الباحثون بأن الدراسة أجريت في الدنمارك التي يمتاز أهلها بكثرة اعتمادهم على لحوم الأسماك، وبالتالي فإن إعادة إجراء الدراسة في بلد مثل الولايات المتحدة التي يقل استهلاك لحوم الأسماك فيها عن الدنمارك قد يأتي بنتائج أكثر إيجابية ووضوحاً.

جرى نشر نتائج الدراسة مؤخراً في مجلة نيو إنجلاند الطبية، وقد أضافت دليلاً جديداً إلى الأدلة السابقة حول العلاقة بين تناول زيت السمك والوقاية من الربو.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى