علوم وتكنولوجيا

العديدُ من النِّساء المصابات باضطرابات الأكل يتماثَلنَ للشفاء

قالَ باحِثون إنَّ وسائِلَ الإعلام تُصوِّرُ حالات النِّساء اللواتي يُعانينَ من اضطرابات الأكل، مثل فقد الشهيَّة anorexia والنُّهام bulimia، على أنَّها غيرُ قابلة للعلاج عادةً؛ وقد يكون هذا الأمرُ صحيحاً بالنسبة إلى 33 في المائة تقريباً من تلك الحالات؛ ولكن بيَّنت دراستهم أنَّ حوالى 66 في المائة من أولئك النسوة تعافينَ فعلاً من تلك الاضطرابات، بالرغم من أنَّ بعضهنَّ احتجنَ إلى أكثر من 10 سنوات للتحسُّن.

قالت المعدَّةُ الرئيسيَّة للدراسة كامرين إيدي، من مستشفى ماساشوستس العامَّة في بوسطن: “تُقدِّم نتائجُ دراستنا شيئاً من الأمل لهذه الشريحة من النِّساء”.

تقول الرابطةُ الوطنيَّة لاضطرابات الأكل إنَّ حوالي 20 مليون أنثى و 10 ملايين ذكر في الولايات المتَّحِدة سيُصابون بواحِدٍ من اضطرابات الأكل، وإنَّه يُقدَّر أن تتراوَحَ مُعدَّلات الوفيات بسبب فقد الشهية العصبيّ anorexia nervosa والنُّهام العصبيّ bulimia nervosa بين 4 إلى 5 في المائة. يتَّصِفُ فقدُ الشهيَّة بتجويع الذات، ممَّا يُؤدِّي إلى نقصٍ شديدٍ في الوزن؛ بينما ينطوي النُّهامُ على نوباتٍ مُتكرِّرة من الأكل الشَّره binge-eating والاستفراغ والتقيُّؤ purging.

قال الباحِثون إنَّ دراسةً سابِقةً أشارَت إلى أنَّ نصفَ عدد مرضى اضطرابات الأكل فقط يتعافُون.

اشتملت الدراسةُ على 246 امرأةً في العشرينات من العمر يُعانِينَ من اضطرابات الأكل، وتلقَّين العلاجَ في عياداتٍ خارجيَّة في منطقة بوسطن بين العامين 1987 و 1991، وكانت 110 نساءٍ منهنَّ يُعانينَ من النُّهام، بينما عانت البقيَّة من فقدان الشهيَّة (القهم)، وبلغت نسبة اللواتي بشرتهنَّ بيضاء منهنّ 95 في المائة.

وجدَ الباحِثون أنَّه من بين المشاركات اللواتي شاركنَ في مرحلة المتابعة، التي تراوحت بين 20 إلى 25 سنة، تعافت نسبة 68 في المائة من مريضات النُّهام ونسبة 63 في المائة من مريضات فقدان الشهيَّة، حيث عرَّف الباحِثون التعافي بأنَّه زوال الأعراض لسنةٍ واحدةٍ على الأقلّ.

قالت إيدي: “أظهرت دراستُنا أنه، مع مرور الزمن، سيتعافى مُعظمُ الأشخاص الذين يُعانون من فقدان الشهيَّة والنُّهام”.

“وجدنا أنَّ زمنَ التعافي من النُّهام كان أسرع بالمقارنة مع فقدان الشهيَّة، ونحن نتحدُّث هنا عن أقلّ من 10 سنوات غالباً، حيث تعافت نسبة وصلت إلى أكثر من 66 في المائة من مريضات النُّهام خلال 9 سنوات؛ ولكن، إذا لم تتعافَ مريضات النهام خلال 10 سنوات، فمن المحتَمل ألّا يحدُث ذلك”.

“بالنسبة إلى فقدان الشهيَّة، يستمر التعافي بالحدوث مع مرور الزمن، وحتى إذا تجاوزت الفترة 10 سنواتٍ من المرض، حيث وجدنا أنَّ نسبة 31 في المائة فقط من المشاركات اللواتي عانين من فقد الشهية تعافينَ خلال 9 سنوات، ولكن وصلت هذه النسبة إلى 63 في المائة بالنسبة إلى اللواتي جرت متابعةُ حالاتهنَّ لفترة تراوحت بين 20 إلى 25 سنةً”.

“من غير الواضِح ما هي طُرق العلاج الأفضل لهذه الشريحة من المريضات، حيث تلقَّت المشاركاتُ جميعَ أنواع العلاج المتاحة”.

“استمرَّ العديدُ منهنَّ بتلقِّي العلاج بشكلٍ متقطِّعٍ خلال فترة الدراسة، ولكن لا يُمكننا تعميم نتائج هذه الدراسة على المرضى الذين يبحثون عن علاج في العام 2017”.

قالت سينثيا بوليك، مديرة مركز جامعة كارولينا الشماليَّة لاضطرابات الأكل: “أعتقد أنَّ هناك تقصيراً في علاج هذه الاضطرابات، حيث لا تُوجَد أدويةٌ فعَّالة لعلاج فقدان الشهيَّة، وقد يعود جزء من هذا إلى عدم الفهم الكامل لبيولوجيَّة المرض والوراثة المتعلِّقة به”.

“نال مُضادّ الاكتئاب “بروزاك Prozac” (فلوكسيتين fluoxetine) الموافقة على استخدامه في علاج النُّهام، ولكن لا نعلم ما هي تأثيراته على المدى الطويل. الخبرُ الجيِّد الذي توصَّلت إليه الدراسة هُو أنَّه بالرغم من بطء الشفاء من فقدان الشهيَّة، لا يزال هذا الأمر مُمكِناً حتى عند اللواتي يُعانين من هذا الاضطراب لأكثر من 10 سنوات”.

“يُعدُّ الشفاءُ سريعاً بالنسبة إلى النُّهام، ولكن قد تحدث نكسات حتى من بعد مرور عقود من الزمن. ولذلك، يجب على المريضات اللواتي لديهنَّ تاريخ للنُّهام وفقدان الشهيَّة معاً أن يبقين على حذر دائماً من عودة الأعراض من جديد”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى