يمثّل سنّ اليأس نقطة اللاعودة بالنسبة للمرأة، والذي كان يعتبر غير قابل للعكس حتى وقت قريب. وفي وقت سابق من عام 2016، تمكّن فريق من الخبراء من إيجاد وسيلة لتجديد المبايض بعد سنّ اليأس. وبعد أشهر من التجارب قبل السريرية، يقوم حالياً خبراء من عيادة جينيسيس الصحية في أثينا بإطلاق التجارب السريرية الأولى لهذه الطريقة.
وتعتمد هذه التقنية على حقن البلازما الغنية بالصفيحات (PRP). ولكن خلافاً لغيرها من عمليات نقل البلازما الغنية بالصفيحات، فإن هذه العملية لا تحتاج إلى شخص متبرع. حيث يتم إجراء هذه العملية بواسطة تثفيل عينة دم مأخوذة من الشخص لعزل عوامل النمو فيها. ويقول كونستانتينوس سفاكيانوديس، وهو طبيب أمراض النساء في عيادة جينيسيس: “إنها توفّر نافذة من الأمل بأن المرأة ستتمكّن بعد سنّ اليأس من الحمل باستخدام المادة الوراثية الخاصة بها”.
وقد بدأت التجارب قبل السريرية في شهر مايو من عام 2016، وأسفرت عن نتائج مهمة. حيث إن مبايض النساء التي تم تجديدها بواسطة البلازما الغنية بالصفيحات بعد سنّ اليأس استعادت خصوبتها. وكانت العديد من النساء قادرات على الحمل بعد تلقي العلاج بالبلازما الغنية بالصفيحات. ومن أصل 60 امرأة، فقد أصبح 75٪ منهنّ قادرات على الحمل سواءً الطبيعي أو بواسطة الإخصاب في المختبر، كما أصبح 9 منهنّ حوامل بالفعل.
وأظهرت أكثر من 75٪ منهنّ عودة مستويات الهرمونات الإجمالية إلى مستويات سنّ الشباب. أي إن ذلك جعل النساء شابّات مرة أخرى، إذا جاز التعبير.
التجارب السريرية
وقد أدى تغير أنماط الحياة إلى ازدياد الحمل المتأخر، ويصاحب ذلك حدوث المضاعفات المعتادة المرتبطة بحمل سنّ اليأس. وبصرف النظر عن ذلك، هناك أيضاً حالات لنساء يعانين من صعوبات في حمل الأطفال بسبب بطانة الرحم الرقيقة. ولكن بعد حقن البلازما الغنية بالصفيحات في رحم 6 نساء يعانين من هذه الحالات، فقد تمكّنّ من الحمل.
ولذلك فإن هذه الطريقة لا تؤدي إلى استعادة خصوبة المرأة فقط، بل يمكنها أيضاً تخفيف بعض الآثار السلبية (الكثيرة) المصاحبة لسنّ اليأس. وأوضح آرون ترايويك، وهو المدير العام لتجارب تجديد المبيض في شركة إنوفيوم، بقوله:”ليس الهدف من هذه التجربة هو إثبات إمكانية عكس سنّ اليأس، لأننا نعلم من خلال العلاج مراراً وتكراراً بأن تلك هي النتيجة. كما نعرف أيضاً بأن العلاج يتسبب في استجابة الجسم بأكمله بحيث يعود مستوى الهرمونات إلى مستويات سنّ الشباب. ونريد أن نرى الآن فيما إذا كان التجديد دائماً، وما إذا كنا قد اكتشفنا وجود علاقة بين فقدان الخصوبة والآثار الضارة للشيخوخة في الجسم”.
وسيبدأ التسجيل الأولي على التجارب في شهر فبراير من عام 2017، وسيتم إجراؤها وفقاً لممارسات الإدارة الجيدة لأبحاث التجارب السريرية (E6) لإدارة الأغذية والأدوية الأمريكية. ولكنها ليست مجانية، حيث تكلف المشاركة مبلغاً كبيراً يبلغ 5000 دولار أمريكي. ومن المقرر أن تبدأ تجارب مماثلة في مواقع متعددة من الولايات المتحدة بحلول شهر يونيو من عام 2017.