أشارَت دِراسةٌ حديثةٌ إلى أنَّ السكَّري الحمليّ gestational diabetes وحدوث نَوبة سابقة من الاكتئاب يُمكن أن يزيدَا من خطر إصابة الأم ولأوَّل مرة بالاكتئاب التالي للوِلادة postpartum depression.
تفحَّصَ الباحِثون بياناتٍ لأكثر من 700 ألف امرأةٍ في السُّويد، ووجدوا أنَّ السكَّري الحمليّ وحده أدَّى إلى زِيادةٍ في خطر الاكتئاب التالي للوِلادة، ولكن أدَّى وجودُ تاريخ سابق للاكتئاب إلى تعزيز هذه الزيادة في الخطر.
قال المُشرِفُ على إعداد الدراسة ميخائيل سيلفرمان، الأستاذ المساعد في الطبّ النفسي لدى كلية إكاهن للطب في ماونت سيناي/نيويورك: “يعتقد معظمُ الأطباء أنَّه لا تُوجد أيَّةُ صِلة بين السكَّري الحملي والاكتئاب التالي للوِلادة، ولكن بيَّنت نتائجُ دراستنا أنَّ هناك صِلةً وثيقة بينهما”.
“وبينما يزيد السكَّري من خطر الاكتئاب التالي للولادة عندَ جميع النساء، وجدنا أنَّه – بالنسبة إلى اللواتي لديهم تاريخٌ لعارضة اكتئاب – زاد السكَّري في أثناء الحمل من خطر إصابتهنَّ بالاكتئاب التالي للولادة بنسبة وصلت إلى 70 في المائة”.
قالَ الباحِثون إنَّهم تعرَّفوا أيضاً إلى عوامِل خطر أخرى للاكتئاب التالي للولادة؛ فبالنسبة إلى اللواتي لديهنّ تاريخ للاكتئاب، زاد السكَّري قبلَ الحمل والوِلادة الباكرة (أي في الأسابيع 32 إلى 36 من عمر الحمل) من هذا الخطر.
كما وجدَ الباحِثون أيضاً أنَّه، بالنسبةِ إلى اللواتي ليس لديهنَّ تاريخ للاكتئاب، زادت الولادةُ في مُقتبل العمر والولادة باستخدام أجهزة مُساعدة أو الولادة القيصريَّة والولادة قبلَ الأسبوع 32 من عمر الحمل من خطر الاكتئاب التالي للولادة.
قال سيلفرمان: “عندما يسأل الطبيبُ الشخصَ حول ما إذا كان مُدخِّناً، فهو يعلم أنَّ التدخينَ يجعله أكثرَ عُرضةً بعشرين مرَّة للإصابة بالسرطان. ومن هذا المبدأ، نحن نرى أن يفعلَ أطباء أمراض النساء والولادة الشيءَ ذاته بالنسبة إلى تاريخ الاكتئاب، فهذه المعلوماتُ ستُساعدهم على التدخُّل مُبكِّراً قبل أن تلدَ الأم”.
