توصلت دراسة حديثة إلى أن الإفراط في استخدام المضادات الحيوية قد أدى إلى تفشي موجة شديدة من الإٍسهال في المشافي البريطانية، بدأت في العام 2006.
قام الباحثون بتحليل بيانات تفشي بكتريا المطثية العسيرة Clostridium difficile المُسببة لعدوى الأمعاء، واستنتجوا بأن الحد من استخدام المضادات الحيوية من زمرة فلوروكينولونات fluoroquinolones (من أنواعها سيبروفلوكساسين وليفوفلوكساسين) من شأنه أن يوقف هذا التفشي.
يقول المعد المساعد للدراسة ديريك كروك، أستاذ الكائنات الحية الدقيقة بجامعة أكسفورد البريطانية: “تكتسب هذه النتائج أهمية كبيرة على المستوى الدولي، وذلك لأن مناطق أخرى من العالم، مثل أمريكا الشمالية، لا تزال الفلوروكينولونات تستخدم دون قيود، وتنتشر فيها الإصابة بالمطثية العسيرة بمعدلات مرتفعة”.
وبحسب الباحثين، فإن الإفراط في استخدام الفلوروكينولونات يسمح للبكتريا المقاومة للمضادات الحيوية (المطثية العسيرة) بالنمو سريعاً في الأمعاء على حساب البكتريا المفيدة التي تموت بسبب المضادات الحيوية.
يقول كروك: “لقد ساهمت بعض التدابير الطارئة في تقليل أعداد العدوى بالمطثية العسيرة، مثل التعقيم الصارم والوصف الدقيق للمضادات الحيوية. وتُشير نتائج دراستنا إلى أن جائحة المطثية العسيرة كانت نتيجة غير مقصودة للاستخدام المفرط للمضادات الحيوية من زمرة الفلوروكينولونات، وقد تراجعت معدلات الإصابة بهذه العدوى بعد الحد من استخدام هذه الزمرة”.
ويؤكد كروك على أهمية العناية بنظافة اليدين في الوقاية من الإصابة بهذه العدوى الخطيرة.
يُذكر بأن إحصائيات المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها قد أشارت إلى أن حوالي نصف مليون أمريكي قد أصيبوا بعدوى المطثية العسيرة في العام 2011، وأن 29 ألفاً منهم تُوفوا في غضون شهر.
