توصلت دراسة حديثة إلى أن الاستئصال الجراحي بالقثطرة catheter ablation هو طريقة فعالة في علاج اضطراب النظم القلبي، مع ضرورة توخي الحذر.
وبحسب الباحثين، فإن حرق أو تجميد مساحات محددة من القلب قد يساعد على تخفيف أعراض اضطراب النظم القلبي عند 74 في المائة من المرضى، ولكن الإجراء ليس ملائماً لجميع المرضى، كما إنه يترافق مع بعض المضاعفات.
وتترافق الإصابة باضطراب النظم القلبي مع زيادة في خطر الوفاة بمعدل الضعف عند النساء، وبمعدل 1.5 ضعفاً عند الرجال، كما يُعد مسؤولاً عن ما نسبته 20-30 في المائة من حالات السكتة الدماغية، وقد يُقلل من جودة حياة المريض بسبب ضيق التنفس والتعب والضعف والاكتئاب.
وبحسب الرابطة الأمريكية لصحة القلب، فإن حوالي 2.7 مليون أمريكي يعانون من الرجفان الأذيني.
ويقول الباحثون بأن هذه الطريقة يمكن استخدامها عند مرضى الرجفان الأذيني الذين لم تنجح الطرق العلاجية الأخرى في تدبير حالاتهم.
تقول المعدة الرئيسية للدراسة الدكتورة إيلينا أربيلو، كبيرة الاختصاصيين في معهد الطب القلبي الوعائي بمستشفى برشلونة الأسباني: “إن الاستئصال الجراحي بالقثظرة هو طريقة علاجية بديلة لتدبير الرجفان الأذيني، وتتمتع بمعدلات نجاح جيدة، ولكنها قد تترافق ببعض الاختلاطات التي ينبغي أخذها بعين الاعتبار قبل اتخاذ القرار بالمعالجة، مثل الدُكاك القلبي cardiac tamponade (تجمع السوائل حول القلب) وهو حالة تجعل ضخ الدم صعباً، والسكتات الدماغية الكبرى أو الصغرى. أضف إلى ذلك أن العديد من المرضى يحتاجون إلى الاستمرار في تناول المميعات الدموية والأدوية التي تُنظم اضطراب ضربات القلب”.
ويتضمن الإجراء الطبي إدخال سلك خاص مزود بكاميرا إلى داخل القلب عن طريق أحد الأوعية الدموية، وإحراق أو تجميد مساحات صغيرة من الأذين القلبي atrium. تؤدي هذه العملية إلى خلق ندبات على سطح القلب، وبالتالي تُوقف الإشارات الكهربائية الشاذة التي تُسبب الاضطراب في النظم القلبي.
اشتملت الدراسة الحالية على معلومات من أكثر من 3600 مريض من أنحاء القارة الأوربية والشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وقد بلغ متوسط أعمار المرضى 59 سنة، وخضعوا جميعاً لإجراء الاستئصال الجراحي بالقثطرة.
وجد الباحثون بأن هذه الإجراء نجح لدى حوالي 74 في المائة من المرضى، حيث انتظمت ضربات القلب لديهم لفترة تتراوح بين 3 أشهر إلى سنة بعد إجراء العملية.
وبحسب أربيلو، فإن 91 في المائة من المرضى اختاروا إجراء العملية للتخلص من الأعراض المزعجة لاضطراب النظم القلبي، في حين أن 66 في المائة من المرضى فعلوا ذلك أيضاً لتحسين جودة حياتهم.
تقول أربيلو بأن حدوث الرجفان الأذيني في الأشهر الثلاثة الأولى بعد العملية جرى اعتباره على أنه نكس مبكر وليس فشلاً في العملية. كما أن 45 في المائة من المرضى الذين نجحت لديهم العملية استمروا في تناول أدوية اضطراب النظم القلبي لمدة 12 شهراً بعد ذلك.
ويشير الباحثون إلى أن ما نسبته 11 في المائة من المرضى عانوا من اختلاطات في خلال السنة الأولى بعد العملية. وتقترح أربيلو بأن يُعطى المرضى الذين يجتمع لديهم عاملان أو أكثر للإصابة بالسكتة الدماغية مميعات دموية فموية.