غالباً ما يحدث الإجهاض بشكل غير متوقع، ويكون خبراً صادماً للأم وزوجها على حد سواء. وقد توصلت دراسةً حديثةً إلى أن تناول الأم للأسبرين بشكل يومي قد يقي من تكرار حدوث الإجهاض.
وبحسب فريق البحث الذي يتبع للمعهد الأمريكي الوطني لصحة الطفل والتطور البشري NICHD فإن هذا الإجراء البسيط قد يساعد على الحفاظ على حياة الأطفال عند الأمهات اللواتي ترتفع لديهن نسبة الالتهاب في الجسم وسبق لهن الإجهاض من قبل.
وفي معرض التعليق على نتائج الدراسة تقول الدكتورة جينفر وو، اختصاصية أمراض النساء والتوليد بمستشفى لينوكس هيل بمدينة نيويورك الأمريكية: “إن هذا الإجراء معمول به من قبل، ولكن الدراسة الحالية قدمت دليلاً علمياً على فعاليته”.
قام فريق البحث بقيادة الدكتورة ليندسي سجاردا بتحليل بيانات أكثر من 1200 امرأة تراوحت أعمارهن بين 18 إلى 40 سنة وقد سبق لهن الإجهاض من قبل. وكانت جميع هؤلاء النسوة يحاولن الحمل مجدداً، ونجح 55 في المائة منهن في ولادة طفل على قيد الحياة.
قام الباحثون بتحليل عينات دموية من النساء المشاركات في الدراسة وتحري مستويات البروتين الارتكاسي CRP، وهو المادة التي تشير إلى وجود التهاب جهازي في الجسم، والتي يُعتقد بأن الأسبرين يعاكس تأثيرها.
جرى تقسيم النساء في مجموعتين، تناولت المشاركات في المجموعة الأولى الأسبرين بجرعة يومية مقداراها 81 ملغ، في حين تناولت النساء في المجموعة الثانية دواءً وهمياً.
لم يعثر الباحثون على فوارق بين نساء المجموعتين اللواتي كانت مستويات البروتين CRP لديهن متوسطاً أو منخفضاً. ولكن الفارق ظهر عند النساء اللواتي كانت مستويات البروتين CRP لديهن مرتفعة، حيث ترافق تناول الأسبرين اليومي مع زيادة احتمال ولادة طفل حي (59 في المائة مقارنة مع 44 في المائة).
كما وجد الباحثون أيضاً بأن الأسبرين ساعد على خفض مستويات البروتين CRP عند النساء اللواتي ارتفعت لديهن المستويات الدموية لهذا البروتين، وذلك عند إعادة فحصهم في الأسابيع 8، 20، 36 من الحمل.
وعلى الرغم من أن نتائج الدراسة تبدو واعدة، إلا أن الباحثين يؤكدون على ضرورة إجراء المزيد من الدراسات قبل تأكيد صحتها.