توصلت دراسة حديثة إلى أن الأطباء يميلون أكثر لوصف المضادات الحيوية إذا شعروا بأن المريض يتوقع منهم ذلك.
وبحسب الباحثين، فإن هذا الأمر يحدث حتى ولو لم يكن المريض مصاباً بعدوى بكتيرية، ما يعني أن إعطاء المضادات الحيوية لن يُجدي نفعاً في علاج حالته.
اشتملت الدراسة على أكثر من 400 طبيب في المملكة المتحدة. وقام الباحثون بإجراء تجربتين مختلفتين، طلبوا فيهما من الأطباء فيهما تحديد ما إذا كان المرضى بحاجة لوصف المضادات الحيوية أو لا.
وجد الباحثون بأن الأطباء كانوا أكثر ميلاً لوصف المضادات الحيوية إذا أظهر المريض توقعاً عالياً لوصفها له.
وتشير العديد من الدراسات إلى أن تناول المضادات الحيوية أو وصفها بشكل عشوائي يرتبط بظهور سلالات بكتيرية معندة عليها، ما يُشكل تهديداً كبيراً للصحة العالمية.
يقول المعد الرئيسي للدراس ميروسلاف سيروتا، الأستاذ بجامعة إيسيكس الأمريكية: “تُبذل الكثير من الجهود حول العالم لدفع الأطباء للالتزام بالتعليمات الإرشادية التي تحدد قواعد وشروط وصف المضادات الحيوية، إلا أن هذه الجهود كثيراً ما تبوء بالفشل وتذهب أدراج الرياح”.
ويؤكد سيروتا على أن الهدف من الدراسة ليس انتقاد الأطباء أو الانتقاص من قدرهم، وإنما الإشارة إلى وجود مشاكل منهجية في آلية وصف المضادات الحيوية.
كما يؤكد سيروتا على ضرورة أن يعمل الأطباء والمرضى يداً بيد لحل هذه المشكلة. إذ ينبغي تثقيف المرضى وتوعيتهم تجاه المضادات الحيوية ومخاطر تناولها العشوائي من جهة، وينبغي على الأطباء تولي زمام الأمور وعدم السماح لتوقعات المريض بأن تتحكم في قراراتهم الطبية من جهة أخرى