توصلت دراسة حديثة إلى أن عدم اتباع نظام غذائي صحي في سنوات الشباب لا يؤدي إلى البدانة وحسب، وإنما يزيد من خطر إصابة النساء بسرطان الثدي في أعمار مبكرة أيضاً.
تقول المعدة الرئيسية للدراسة كارين ميشيل، رئيسة قسم الوبائيات الصحية بكلية الصحة العامة بجامعة كاليفورنيا بلوس أنجلس: “يزيد النظام الغذائي الغني بالسكريات والكربوهيدرات المحسنة واللحوم الحمراء واللحوم المعالجة من خطر الإصابة بسرطان الثدي في أعمار مبكرة”.
وبحسب الباحثين، فإن النظام الغذائي غير الصحي يزيد من خطر سرطان الثدي بحوالي 35 في المائة، ولكنهم لم يثبتوا ذلك من خلال علاقة سبب ونتيجة، وإنما هو مجرد ارتباط يحتاج إجراء المزيد من الدراسات لتفسيره.
قام الباحثون بتحليل بيانات أكثر من 45 ألف امرأة شاركن في دراسة سابقة حول صحة الممرضات، حيث أجابت المشاركات عن استبيان حول عاداتهن الغذائية في سنوات المراهقة والشباب، ثم جرى تتبع حالاتهن على مدى 22 سنة.
وتشرح ميشيل منهجية البحث فتقول: “قمنا بتوزيع النساء في خمس مجموعات بحسب نمط النظام الغذائي الذي يتبعنه، وجرى تصنيف تلك الأنماط الغذائية وفق مؤشر التهابي بحسب مستوى الواسمات الالتهابية الموجودة في الدم. إذ يرتبط النظام الغذائي الغني بالسكريات والكربوهيدرات المحسنة بزيادة مستويات الواسمات الالتهابية في الدم”.
وجد الباحثون بأن النساء اللواتي حصلن على أعلى قيمة للمؤشر الالتهابي في سنوات المراهقة ازداد لديهن خطر سرطان الثدي قبل سن اليأس بمعدل 35 في المائة، في حين بلغت النسبة ذاتها 41 في المائة عند النساء اللواتي حصلن على أعلى قيمة للمؤشر الالتهابي في سنوات الشباب الأولى.
وفي الوقت ذاته، لم يعثر الباحثون على صلة بين قيمة المؤشر الالتهابي وخطر سرطان الثدي بعد سن اليأس.
أشارت البيانات إلى أن 870 امرأة من المشاركات في الدراسة قد جرى تشخيصهن بحالة من سرطان الثدي قبل سن اليأس، في حين جرى تشخيص 490 امرأة بحالة من سرطان الثدي بعد سن اليأس.
وبحسب ميشيل، فإن النتائج تستحق إجراء المزيد من الدراسات لتفسيرها.
ويشير الباحثون إلى بعض القصور في الدراسة بسبب اعتمادها على إفادات المشاركات أنفسهن، وهو ما يفتح المجال لحدوث خطأ عندما تحاول امرأة في الثلاثين من عمرها أن تتذكر ما كانت تأكله عندما كانت في المرحلة الثانوية.
وفي معرض التعليق على نتائج الدراسة، تقول ليسلي بيرنشتاين، الأستاذة بمعهد بيكمان للبحوث بولاية كاليفورنيا الأمريكية: “أعتقد بأن الزيادة في خطر سرطان الثدي المرتبطة بالنظام الغذائي السيء في سنوات المراهقة والشباب الأولى بسيطة بشكل عام. ولكن لا بد من إجراء المزيد من الدراسات لتفسيرها، لأنها غير مفهومة تماماً في الوقت الحالي”.
وتنصح بيرنشتاين الجميع ذكوراً وإناثاً باتباع نظام غذائي صحي يعتمد أكثر على لحوم الدواجن والأسماك، وتقل فيه كمية اللحوم الحمراء والكربوهيدرات، ويكون غنياً بالخضروات والفواكه والحبوب الكاملة.