حتى مع ازدياد اللغط حولها، تبقى اللقاحات ذلك العمل الطبي الذي يعتبر معجزة من معجزات العصر، فبضع حقنات منها تقيك من بعض الأمراض التي أودت بحياة الكثيرين.
واللقاحات عمل مبتكر وهناك أساليب إبداعية أخرى في الطب كاللصاقات الطبية والمواد المستنشقة، والآن لدينا شكل طبي جديد يشبه المسحوق الذي تدعوه وكالة ناسا “آيس كريم رواد الفضاء”.
تعتبر الإصابة بالفيروسات العجَلية شائعة في البلدان النامية، وتتسبب في موت أكثر من 200 ألف طفل كل سنة، وتسبب الإسهال الذي يؤدي إلى الجفاف ثم ينتهي بالموت، وعلى الرغم من وجود لقاحات لهذا النوع من الفيروسات في الماضي، فإن اللقاح الفموي الذي طوره العلماء سيغير الواقع بشكل كامل خاصة في المناطق الأكثر احتياجاً له.
تحتاج اللقاحات بجنوب الصحراء الكبرى في أفريقيا عادة إلى التبريد، وهو شرط يصعب تحقيقه ضمن الظروف التي تتطلب نقل اللقاحات مئات الكيلومترات من قرية إلى أخرى، فاللقاحات هي بروتينات نشطة ولذلك فهي لا تقوم بعملها في درجات الحرارة المثلى إذا تم تخزينها في بيئة شديدة البرودة أو شديدة الحرارة، وإذا حدث هذا فإن تركيب اللقاح سيتعرض للتخريب، الأمر الذي يؤثر على فعاليته. ولكن مع لقاحات BRV-PV الجديدة، فإن هذه ليست قضية ذات شأن.
لقاحات بلا حدود
يمكن للقاح BRV-PV أن يعمل في أماكن تفتقر إلى الكهرباء أو العيادات الطبية، فقد قام العلماء بتجميد وتجفيف اللقاح في معهد الأمصال في الهند عن طريق غمسه في محلول النتروجين ونزع الماء منه بواسطة مفرّغ، والمسحوق الجاف المتبقي شديد التحمل ويمكن نقله بسهولة، ولاستخدامه يتم حله في الماء المالح ثم تقطيره على لسان الطفل.
وينتظر هذا اللقاح الموافقة من منظمة الصحة العالمية وهو في طريقه لينالها فعلياً، وقد تم اختباره أول مرة عام 2014 على 3500 طفل في النيجر، وبعد أن أخذ الأطفال 3 جرعات منه تم تخفيض الحالات الشديدة من الإصابة بالفيروسات العجَلية بنسبة الثلثين.
وقد أثبت تطبيق التجفيف البارد على اللقاحات فعاليته وكفاءته وتكلفته المنخفضة، وسيؤدي تطبيق هذه الطريقة على نطاق واسع إلى كسر الحواجز أمام الصحة العالمية بسرعة.