توصلت دراسة حديثة إلى أن أدمغة الأشخاص الذين فقدوا أبصارهم في أعمارٍ مبكرة تقوم ببناء روابط عصبية جديدة تُعزز من أداء حواس أخرى لديهم، مثل السمع أو الرائحة أو اللمس، بالإضافة إلى تعزيز الذاكرة والمهارات اللغوية.
قام الباحثون بعمل صور بالرنين المغناطيسي لاثني عشر مشاركاً في الدراسة كانوا قد وُلدوا فاقدين للبصر، أو أنهم فقدوا أبصارهم في أعمارٍ تقل عن 3 سنوات.
أظهرت صور الرنين المغناطيسي عدداً من التغيرات في أدمغة المشاركين فاقدي البصر لم تكن موجودة عند الأشخاص المبصرين.
تقول المعدة الرئيسية للدراسة كورينا باور، الباحثة في مجال العين والسمع بجامعة ماساتشوستس الأمريكية: “وجدنا بأن التغيرات الدماغية عند الأشخاص الذين فقدوا أبصارهم في أعمار مبكرة كانت أكبر مما هو متوقع. فقد لاحظنا بأن التغيرات لا تقتصر فقط على القشرة القذالية occipital cortex التي تحتوي على مركز الإبصار، وإنما تتعدها إلى المناطق المسؤولة عن الذاكرة والمهارات اللغوية والوظائف الحركية”.
وبحسب الباحثين، فإن معرفة المزيد عن هذه الارتباطات العصبية قد يساعد على تطوير برامج إعادة التأهيل لهذه الفئة من الناس بما يعود بالنفع عليهم.
يقول المشرف الرئيسي على الدراسة لطفي مرابط، مدير مختبر المرونة العصبية البصرية بمركز شيبينز لأبحاث العين بمدينة بوسطن الأمريكية: “إن حالة العمى التي أصيب بها هؤلاء دفعت أدمغتهم إلى إعادة توصيل نفسها بحيث تتمكن من التفاعل مع الوسط المحيط بشكل أقوى وأفضل”.
ويُضيف مرابط: “إذا كان الدماغ قادراً على إعادة بناء توصيلاته العصبية بهذا الشكل، فقد يكون من الممكن تحقيق الأمر ذاته من خلال تمارين تعزز استخدام بعض الحواس مثل السمع أو اللمس، أو تطوير المهارات اللغوية”.
جرى نشر نتائج الدراسة في الثاني والعشرين من شهر مارس الحالي في مجلة PLOS ONE.