علوم وتكنولوجيا

دراسة حديثة: اكتساب الوزن في منتصف العمر يترك آثاراً سلبية على الصحة

قد يكون اكتساب الوزن الزائد عملية مستمرة بالنسبة لمعظم البالغين، إلا أن دراسة حديثة أظهرت بأن الكيلوغرامات القليلة التي يكتسبها البالغ قد تزيد من خطر إصابته بأمراض مزمنة، مثل السكري من النمط الثاني وارتفاع ضغط الدم.

يقول المعد الرئيسي للدراسة الدكتور فرانك هو، أستاذ التغذية ووبائيات الصحة بكلية الصحة العامة بجامعة هارفارد الأميركية: “لا يصبح الشخص بديناً بين ليلةٍ وضحاها. وتشير الإحصائيات المختلفة إلى أن وزن الشخص يزداد بمعدل نصف كيلو غرام سنوياً، وأن الزيادة في الوزن تستمر حتى عمر 55 عاماً تقريباً. وتكمن المشكلة في أنه حالما تجاوز الشخص عتبة البدانة فقد يصبح من الصعب العودة إلى الوراء. وتؤكد نتائج دراستنا على أهمية الوقاية من زيادة الوزن.”

اشتملت الدراسة على حوالي 93 ألف امرأة جرى تتبعهن لـ 18 سنة، و25 ألف رجل جرى تتبعهم لـ 15 سنة. طلب الباحثون من النساء المشاركات في الدراسة تذكر أوزانهنّ عندما كُنّ بعمر 18 عاماً، وطلبوا من الرجال تذكر أوزانهم عندما كانوا بعمر 21 عاماً. كما قام الباحثون بقياس أوزان المشاركين عند إجراء الدراسة، وتحري حالتهم الصحية وتاريخهم الطبي.

وجد الباحثون أنه في عمر 55، بلغ المعدل الوسطي لزيادة الوزن عند النساء 12.7 كغ، وعند الرجال 9.5 كغ. كما وجد الباحثون أن زيادة 5 كغ في وزن الجسم تترافق بزيادة 30 في المائة في خطر السكري، وزيادة 14 في المائة في خطر ارتفاع ضغط الدم، وزيادة 8 في المائة في خطر أمراض القلب والسكتة الدماغية، وزيادة 6 في المائة في خطر السرطانات المرتبطة بالبدانة، وزيادة 5 في المائة في خطر الوفاة المبكرة، وتراجع بنسبة 17 في المائة في احتمال عيش شيخوخة صحية.

أما بالنسبة للأشخاص الذين زادت أوزانهم بشكل كبير، فقد وجد الباحثون بأن زيادة 20 كغ تترافق مع زيادة 10 أضعاف في خطر الإصابة بالسكري من النمط الثاني، وتترافق بزيادة ضعفين في خطر ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والسكتة الدماغية، وذلك بالمقارنة مع الأشخاص الذين حافظوا على أوزانهم عبر سنوات حياتهم.

من الجدير ذكره بأن الدراسة لم تثبت علاقة سبب ونتيجة بين زيادة الوزن وزيادة خطر الأمراض القلبية أو السكري، وإنما هو مجرد ارتباط يحتاج تفسيره إلى إجراء المزيد من الدراسات.

ويؤكد الخبراء على أهمية الحد من زيادة الوزن، وأنه لا يوجد عبارة “فات الأوان” في هذا الصدد، فأي خسارة في الوزن الزائد مفيدة وتساعد على الحد من خطورة الأمراض المذكورة. ومن المعروف دوماً بأن درهم وقاية خير من قنطار علاج.”

جرى نشر نتائج الدراسة في الثامن عشر من شهر يوليو الحالي في مجلة الرابطة الأميركية للطب JAMA.

 

البث المباشر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى