تواصل غرفة عمليات “غصن الزيتون” التقدم بريف مدينة عفرين، بمساندة جوية وبرية تركية، وسط اعلان الحكومة التركية التجهيز لمرحلة حصار مدينة عفرين بعد سيطرتها على معظم مناطق الشريط الحدودي.
ويأتي تقدم قوات “غصن الزيتون” بالتزامن مع اعلان قوات الأسد، صباح اليوم الثلاثاء، بدء دخول قوات تابعة لها إلى مدينة عفرين، بعد توصلها لاتفاق مع مليشيا “الحزب الديمقراطي الكوردي”.
وصل مناطق السيطرة بريف عفرين
فقد أعلنت غرفة عمليات “غصن الزيتون” اليوم الثلاثاء، سيطرتها على خمسة عشر قرية جديدة بريف مدينة عفرين، بعد طرد مليشيا “الحزب الديمقراطي الكوردي ووحدات الحماية الكوردية” منها.
وسيطرت القوات المشاركة ضمن “غصن الزيتون” على قرى ” الزيتونة، عرب ويران والجميلة” وعدة تلال محيطة بالمنطقة قرب ناحية “شران” بريف عفرين الشمالي، إضافة إلى سيطرتها على قرى ” دير صوان، اوكانلي، صوراني وحياني والتلال المحيطة بها” قرب ناحية “بلبل” شمال عفرين.
وبسيطرة الفصائل على القرى المحيطة بناحيتي “بلبل وشران” تكون غرفة عمليات “غصن الزيتون” قد تمكنت من فتح طريق بري بين ريف حلب الشمالي وريف عفرين.
تمكنت فصائلنا اليوم الثلاثاء من وصل مناطق سيطرتنا في مدينة “اعزاز وجبل برصايا” بريف حلب الشمالي، مع قرى ريف عفرين الغربي التي نسيطر عليها، كما أكد القيادي في الجبهة الشامية العاملة ضمن غرفة عمليات “غصن الزيتون” القيادي “أبو ابراهيم”.
وقال أيضاً: بعد معارك عنيفة دارت منذ فجر اليوم حتى المساء، تمكنا خلالها من السيطرة على سبعة قرى وتسعة تلال استراتيجية ومعسكري تدريب تابعين لمليشا “الحزب الديمقراطي الكوردي” على محور ناحيتي “بلبل وشران” بريف عفرين الشمالي، وقتل أكثر من عشرين عنصراً من المليشيات الانفصالية الارهابية، وبذلك تكون قواتنا قد تمكنت من وصل مناطق سيطرتها بريف عفرين الغربي “جبال خروز وشنكيلة” مع مناطق ريف حلب الشمالي، للمرة الأولى منذ بدء المعركة.
وأضاف: بعد التقدم الأخير وفتح الطريق أمام قواتنا المتمركزة بريف مدينة “اعزاز”، تستعد قوات “غصن الزيتون” لبدء مرحلة جديدة من العمليات العسكرية، والتي ستبدء بالتقدم نحو ناحية “شران” من الجهة الشمالية وناحيتي “راجو معبطلي” من الجهة الغربية، تمهيداً لاطباق الخناق على المليشيات المتواجدة في مركز مدينة عفرين.
معارك وتقدم مستمر
كما تواصل القوات المشتركة “السورية والتركية” تقدمها بريف عفرين الجنوبي، تحديداً في المناطق التابعة لناحية “جنديرس”، حيث سيطر الثوار على قرى ” مروانة فوقاني، مروانة تحتاني، تل سلور، هلكجة وقلكي”.
في حين يستمر زحف القوات التابعة لغرفة عمليات “غصن الزيتون” نحو مركز ناحية “راجو” الاستراتيجية، التي تعتبر من أهم معاقل مليشيا “وحدات الحماية الكوردية” الأمنية والعسكرية.
فقد سيطر الثوار على قرية “الدفلة” قرب ناحية “راجو” بعد معارك عنيفة خاضوها ضد مليشيا “وحدات الحماية الكوردية” في حين تستمر المواجهات قرب التلال والقرى التي تضم عدة معسكرات تدريبية محاذية لناحية راجو.
دخول قوات تابعة لنظام الأسد
ومع تواصل المعارك بريف مدينة عفرين، أعلنت قوات الأسد “وصول تعزيزات عسكرية تابعة لها تحت مسمى “القوات الشعبية” إلى مركز مدينة عفرين لمواجهة “العدوان التركي والدفاع عن المدنيين” كما جاء في بيان وكالة “سانا” التابعة لنظام الأسد.
ونشرت حسابات تابعة لصحفيين مواليين لنظام الأسد، تسجيلات مصور تظهر تحرك رتل عسكري يضم مايقارب “الثلاثين” عربة دفع رباعي محملة بمدافع مضادة للطيران، وعدة عربات مجنزرة “bmb” قالوا أنها تابعة لـ “القوات الشعبية” المتجهة إلى مدينة عفرين.
يحاول نظام الأسد والقوات التابعة له التحايل على “تركيا” من خلال الحديث عن ارسال قوات وتعزيزات إلى مدينة عفرين تحمل صفة رمزية فقط، إلا أنه يرفض ضمنياً الاعتراف بتبعيتها له، خشية الدخول في مواجهة مباشرة مع القوات التركية، كما يوضح “عبد الوهاب عاصي” الباحث في “مركز جسور للدراسات”.
ويقول العاصي: من المهم جداً النظر إلى التوصيف الذي أطلق على القوات المتجهة إلى مدينة عفرين “القوات الشعبية” بالإضافة إلى العتاد العسكري البسيط الذي تمتلكه القوات التي من المفترض أنها دخلت عفرين منذ يوم أمس، بحيث نجد أن النظام لايريد أن يكون طرفاً في المعارك الدائرة بين المليشيات الكوردية التي تشكل خطراً على وجوده شمال وشرق البلاد، وفصائل الثوار العدو الرئيس له.
ويضيف: ورغم ذلك، فإن قوات “الحماية الشعبية” التي ظهرت تسجبلات تشير إلى بدء دخولها مدينة عفرين، قد عاودت أدراجها قبل وصولها قرية الزيارة، وذلك نتيجة استهداف الطريق الواصل بين بلدتي “نبل والزهراء” وعفرين من قبل الطيران والمدافع التركية، للمرة الثانية بحسب اعلام النظام الرسمي، وهي اشارة تدل على جدية تعاطي القوات التركية مع اعلان النظام تدخله.
وكانت تركيا قد نفت في وقت سابق، دخول قوات تابعة للنظام مدينة عفرين، دون أن تستبعد عقد النظام والمليشيات المصنفة ارهابية في تركيا مساومات وصفتها بالقذرة، في سبيل ايقاف زحف قوات عملية “غصن الزيتون” على عفرين.
الجيش التركي يحذر قوات الأسد بالمدفعية
من جانبه قام الجيش التركي بضرب مجموعات تابعة لنظام الأسد حاولت الوصول لمدينة عفرين ، ما أدى لمقتل عنصرين من المجموعة وتراجعها بعد إطلاق المدفعية التركية لرشقات عليها.
وبحسب وكالة الأناضول فإن تلك المجموعات انطلقت من مدينة “نبل” وبلدة “الزهراء”، جنوب منطقة عفرين، حوالي الساعة الخامسة بالتوقيت المحلي، لمساندة ميليشيا ” ب ي د “، ضد عملية “غصن الزيتون”.
منصور حسين – وطن اف ام