سياسة

الأمين العام للائتلاف الوطني لـ وطن إف إم : انقلاب هيئة التنسيق على اتفاق بروكسيل لا يمثل كل تياراتها،وتواصلنا مع الجميع خيار استراتيجي

في برنامج ملفات سورية الذي يبث على الهواء مباشرة من راديو وطن إف إم ناقش الزميل علي رجب موضوع البيان الصادر عن هيئة التنسيق المحلية والذي نقضت بموجبه الهيئة الإتفاق الذي تم التوصل له في بروكسل مؤخراً مع الإئتلاف

حيث استضفنا في الحلقة كلاً من المحلل السياسي الأستاذ ماجد صالحة والصحفي والكاتب السياسي الأستاذ عقيل حسين والأمين العام للأئتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة الدكتور محمد يحيى مكتبي والذي أجاب على العديد من الأسئلة والإستيضاحات ضمن البرنامج .

وفي سؤال عن ردة فعل الإئتلاف تجاه هيئة التنسيق بعد التوقيع على اتفاق بروكسل ومن ثم نقضه ، أجاب مكتبي بأن الانفتاح على جميع الأطراف بالنسبة للإئتلاف هدف استراتيجي لنا ومحاولتنا للتواصل مع كل مكونات الثورة السورية تأتي ضمنها. ولا محيد بالنسبة لنا عنها وهي تنفي الاتهامات التي تطالنا دائماً بالإنغلاق وبأننا جعلنا الإئتلاف كنادي مغلق على أعضائه وأضاف أننا أي الإئتلاف نحاول الإنفتاح على الجميع إذا كان يحقق ولو الحد الأدنى من تطلعات شعبنا وشرح أن هذا الانفتاح لم يكن فقط مع هيئة التنسيق وإنما مع عدد كبير من التيارات والأطراف ومن أهمها مع الأخوة في هيئة التنسيق مضيفاً أنهم كائتلاف يقدرون الهيئة بشخوصها. 

وأكد مكتبي أن ما جرى في بروكسل لم يكن وليد صدفة بل كان تتويجاً لجهد طويل وأن هناك خلافات داخل الهيئة وأن ما تم الإتفاق عليه هو منطقي جداً ويساير ماقدمه الشعب السوري لذلك هم حريصون على أن يكون للهيئة موقف واحد وموحد تجاهه مضيفاً أنه لا يمكن لعاقل أن يجعل من مجرم كبشار جزء من الحل أو جزء من حالة ديمقراطية أو أن يتوقع من جهاز حكم 40 سنة استولى خلالها على حياة السوريين وحولها لجحيم، وأن يتحول لحمل يقبل نتائج صناديق الاقتراع.

وفي سؤال آخر عن أن نقض هذا الإتفاق جاء بعد 6 أشهر من الجهد للتوصل له فهل يمكن للائتلاف أن يعاود مجدداً المحاولة قال مكتبي أنه دائماً بعد التوصل لاتفاق مع الهيئة نجد أن من تلى البيان من قبل الهيئة يعبر عن وجهة نظره فقط. وبكل الأحوال لم يصل لنا جواب رسمي حتى الآن بنقض الإتفاق الذي وقُع في بركسل ولعل الجدل الحاصل الآن هو وجهة نظر لتيار داخل الهيئة مؤكداً حرص الإئتلاف على التعاطي بإيجابية مع الهيئة لأنه في مصلحة سوريا وشعبها ، كما اكد على استمرار التواصل مع الأخوة داخل الهيئة لمعرفة ملابسات البيان الذي صدر وأنه بكل الأحوال سيتم مناقشة الخطوات والإجراءات التي سيتخذها الإئتلاف في اجتماع هيئة الإئتلاف السياسية التي ستعقد خلال الشهر الجاري .

وشدد مكتبي على أن الانفتاح على جميع قوى المعارضة هو خيار استراتيجي بالنسبة للإئتلاف خصوصاً في هذه المرحلة التي تحتم على الجميع إيجاد أرضية مشتركة للخروج بحل سياسي يسحب حجة المجتمع الدولي عن تشرذم مواقف المعارضة وإطلاق عملية سياسية تحقن الدم السوري .

وعن تركه الباب موارباً رغم أن الهيئة أغلقت الأبواب تماماً في بيانها الذي صدر عن مكتبها التنفيذي والسبب وراء هذا التعويل على جهة يشكك البعض بثوريتها على حساب ثوار فاعلين على الأرض أجاب الأمين العام للإئتلاف بأن الهدف من التواصل مع أي جهة هي الحفاظ على وحدة سوريا أرضاً وشعباً وليس بطريقة تفكير “ثورة” الثامن من آذار إن لم تكن معنا فأنت علينا بالمطلق… واعترف بأن الإئتلاف يحمل جزء من المسؤولية عن حالة الضياع والتمزق التي وصل لها السوريون ولكن ليس كل المسؤولية . وأن منطق معارضة الداخل والخارج هو منطق خاطئ فالالتزام بشعارات وثوابت الثورة ومبادئها غير مرتبط بأمر معين كما قال مستشهداً بسوريين في أسقاع الأرض من جميع الشرائح قدموا خدمات جليلة للثورة والسوريين في حين هناك من تاجر بها في الداخل وانتقد بشدة مسألة التعميم التي ابتلينا بها من أيام النظام. 

وأكد مكتبي بأن التعاطي مع الجميع إنما يراد به مصلحة سوريا والسوريين للعودة بالرماديين والمتخوفين إلى الثورة بهدف الخلاص من نظام الاستبداد والتطرف وأشار إلى استحسان الفصائل العسكرية والثوار على الأرض لهذه المحاولات وقد جرى التواصل معهم مؤخراً في إطار إعادة هيكلة المجلس العسكري . 

وعن العلاقة مع مصر وموقف القاهرة التي كان لها دور بارز في نقض اتفاق بروكسل قال مكتبي أنهم يقدرون كائتلاف دور مصر الكبير آملاً أن تنحاز إلى الشعوب وختم بالقول أنه لا شك أن محاولة إعادة تعويم الأسد سيعزز حالة الإرهاب التي يتشاركون مع الجميع في رفضها ومحاربتها .

من جهته المحلل السياسي ماجد صالحة انتقد لهاث الإئتلاف خلف هيئة التنسيق التي اعتبرها تحاول تعويم النظام مجدداً واعتبر أنه إذا كان الإئتلاف يبحث عن تمثيل له في الداخل عليه إيجاد أناس حقيقيين فاعلين على الأرض وليس هيئة التنسيق المرفوضة شعبياً كما قال واعتبر صالحة أن هيئة التنسيق اتخذت موقفاً واضحاً واصطفت في معسكر النظام الرسمي العربي وموسكو والثورات المضادة الذي يهدف لإجهاض ثورات الربيع العربي وتسائل إذا اعترفت موسكو وطهران بمجموعة سورية ما هل يدخلها الثورة أم يكون حجر عثرة في طريق الثورة وأوضح أن هيئة التنسيق وبعد 5 أعوام من تاريخ الثورة لم تصل لأدنى سقف لدخولها في صفوفها. وختم بالقول: أعتقد أن الائتلاف لا يحتاج لهيئة التنسيق ولكن يحتاج العودة إلى الثورة…

أما الأستاذ عقيل حسين الصحفي والكاتب السياسي فاعتبر أن نقض الإتفاق جاء في سياقه الطبيعي خصوصاً مع الأزمة التي تعيشها الهيئة داخلها واعتبر توقيع الإتفاق هو المفاجئ خصوصاً أن الإتفاق جاء بسقف عالي جداً بالنسبة لقوىً تعمل في دمشق… وارجع التوقيع سابقاً لأحد أمرين إما أن تكون الهيئة حصلت على مؤشرات أن الأمور لا تسير في مصلحة النظام أو أنه مواقف منفردة لأطراف وقوى داخلها وقعت إتفاق بروكسل دون التنسيق مع الجميع…

وأضاف عقيل أن التعويل على هيئة التنسيق ليس تعويل ثوري بقدر ما هو سياسي يهدف للوصول لحلول في سوريا الأمر الذي لا بد منه ومفروض على الجميع خصوصاً في ظل الوضع الدولي الذي لن يسمح بانتصار عسكري حاسم لأي طرف وأبدا أسفه من أن قواعد اللعبة السياسية لا ترحم ولا تنظر إلى آلام الشعوب ولكن علينا التعاطي معها كما قال وإثبات أن الثورة هي الحل…

وختم بالقول أن الثورة خرجت من أجل الجميع وليس من أجل من خرج بها فقط…

وطن اف ام 

زر الذهاب إلى الأعلى