تصعيد سعودي جديد ضد حزب الله.. نحو تصنيفه إرهابيا وملاحقات
أعلنت السعودية الجمعة، قائمة تتضمن أسماء أفراد وكيانات صنفتهم بأنهم مرتبطون بأنشطة تابعة لـ”حزب الله” اللبناني، وذلك في ظل تصعيدها ضد الحزب، وأنه سيتم فرض عقوبات عليها استنادا لنظام جرائم الإرهاب وتمويله، والمرسوم الملكي الذي يستهدف الإرهابيين وداعميهم، ومن يعمل معهم أو نيابة عنهم، بحسب ما نشرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس).
وبحسب الوكالة، فإن هذه الأسماء تضمنت كل من: “فادي حسين سرحان، وعادل محمد شري، وعلي حسين زعيتر”، وجميعهم لبنانيون.
بالإضافة إلى شركة “فاتك” للإنتاج السمعي والمرئي (VATECH SARL)، وشركة (LE-HUA ELECTRONIC FIELD CO. LIMITED)، وشركة (AERO SKYONE CO. LIMITED)، وشركة (LABICO SAL OFFSHORE).
وأوضحت وزارة الداخلية في بيان لها الجمعة، أوردته “واس” أن المملكة ستواصل مكافحتها للأنشطة التي وصفتها بـ”الإرهابية” لـ”حزب الله” بالأدوات المتاحة كافة، كما أنها “ستستمر في العمل مع الشركاء في أنحاء العالم بشكل صريح، حيثُ إنه لا ينبغي التغاضي من أي دولة أو منظمة دولية على مليشيات حزب الله وأنشطته المتطرفة”.
وبحسب البيان، فإن حزب الله “لطالما قام بنشر الفوضى وعدم الاستقرار”، مضيفا أنه “شن هجمات إرهابية، إلى جانب ممارسته أنشطة إجرامية وغير مشروعة في أنحاء العالم”.
وكشف البيان أن المملكة العربية السعودية “ستواصل تصنيف نشطاء وقيادات وكيانات تابعة لحزب الله وفرض عقوبات عليها نتيجة التصنيف”.
وكانت السعودية حذّرت جميع المواطنين والمقيمين من أي تعاملات مع حزب الله أو الأشخاص والكيانات المشار إليها، ومن يثبت تورطه في هذه التعاملات سيطبق بحقه الأنظمة والتعليمات ذات الصلة بـ”مكافحة الإرهاب وتمويله”.
وأفادت وزارة الداخلية أن تصنيف تلك الأسماء يتبعه فرض عقوبات عليها استنادا لنظام جرائم الإرهاب وتمويله، والمرسوم الملكي رقم أ /44 الذي يستهدف الإرهابيين وداعميهم ومن يعمل معهم أو نيابة عنهم، حيث يتم تجميد أي أصول تابعة لتلك الأسماء المصنفة وفقا للأنظمة في المملكة، ويحظر على المواطنين السعوديين أو المقيمين بالمملكة القيام بأي تعاملات معهم.
تخوفات من إجراءات سعودية أخرى
في سياق متصل، تناولت وسائل إعلام لبنانية أنباء بعزم السعودية تطبيق إجراءات تصعيدية أخرى، وذلك بعد وقفها هبة عسكرية للبنان، وإعلانها تصنيف أشخاص وشركات بأنهم مرتبطين بـ”حزب الله”، وتخوفت صحيفة “الأخبار” اللبنانية التابعة للحزب، من أن يقوم السعوديون بالتوجه إلى الجامعة العربية لإصدار قرار ضده، وذهبت أيضا إلى أنها قد تذهب إلى التصعيد أكثر ضد الحزب بالسعي إلى تصنيفه “منظمة إرهابية”.
وبحسب الصحيفة، فإن الغموض ما زال يلف الخطوات المقبلة التي ربما يتخذها النظام السعودي ضد اللبنانيين، مشيرة إلى أن وزير الداخلية نهاد المشنوق لم يفصح عمّا في جعبته بشأن الإجراءات التي ينوي النظام السعودي اتخاذها مستقبلا، إلا أنه اكتفى الخميس، في مقابلته له مع برنامج “كلام الناس” على قناة “أل بي سي آي”، بالتلميح إلى خطوة سيتخذها النظام المذكور عبر الجامعة العربية.
ونقلت الصحيفة عن مصادر “سياسية رفيعة المستوى”، لم تفصح عن هويتها، قولها “إن النظام السعودي بدأ اتصالاته الدبلوماسية بعدد من الدول العربية لاستكشاف إمكان عقد جلسة طارئة لمجلس وزراء الخارجية العرب، بهدف إصدار قرار يدين حزب الله بسبب دوره في الحرب السورية واليمنية، واعتباره تنظيما إرهابيا”.
وبحسب مصادر الصحيفة، فإن السعودية تريد قرارا بالإجماع، وهي تسعى إلى ضمان موافقة الدول الخليجية كافة، وبينها سلطنة عمان، أولا، ومصر ثانيا، والجزائر والعراق ثالثا.
وترى الصحيفة أن السعودية “تتسلّح بملفها التقليدي عن الحزب، بالإضافة إلى التسجيلات التي عرضتها وسائل إعلامها، التي تُظهر مقاتلين من حزب الله يدرّبون عناصر من حركة أنصار الله اليمنية (الحوثيون). وهذه التسجيلات هي ذاتها التي أعلنت حكومة الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، إرسالها إلى مجلس الأمن الدولي”.
وقالت الصحيفة، إن القوى السياسية تترقّب الإجراءات الجديدة التي يمكن أن تتخذها الرياض، خصوصا من الذين يعملون في الخليج.
وروّجت الصحيفة إلى أن السلطات السعودية ودولا خليجية تنوي رفض تجديد إقامات لبنانيين، تحت عنوان عدم تجديد الإقامة.
وقالت إنه “في ظل العجز عن القيام بما يُرضي النظام السعودي، تجنّب مجلس الوزراء، في جلسته العادية التي انعقدت الخميس، مقاربة هذا الملف، رغم أن بعض الوزراء تحدّثوا عن هجوم الدول الخليجية على لبنان”.
في السياق ذاته، أشارت صحيفة “الأخبار”، إلى أن وزير حزب الكتائب سجعان القزي التقى سعد الحريري مساء الخميس، وطالب حزب الله بعد اللقاء بـ”أن يلتزم بعدم شنّ حملات إعلامية على المملكة العربية السعودية، ليس حبا بالمملكة، بل على الأقل حبا بأبناء جلدته اللبنانيين الذين يعيشون هنا، وأولئك الذين يعيشون هناك”، وفق ما نقلته الصحيفة.
وبحسب الصحيفة، فإن تيار المستقبل، يخشى من القرارات التي قد يصدرها النظام السعودي في الأيام المقبلة، “خاصة أن أي قرار سيصيب في الدرجة الأولى التيار وجمهوره وصورته”.
ويتهم وزراء محسوبون على المستقبل، سلام فياض بأنه هو الذي سرّع في اندلاع الأزمة بين الدول الخليجية ولبنان، لكونه تبنّى أكثر من مرة موقف وزير الخارجية جبران باسيل، وفق الصحيفة ذاتها.
يشار إلى أن السعودية كانت قد اتخذت قرارا بوقف “الهبة” التي كانت تنوي تقديمها مساعدة للجيش وقوى الأمن الداخلي اللبناني، وبيّنت وكالة الأنباء الرسمية (واس) أن السبب هو “حزب الله”.
المصدر : عربي 21