صرّح أحمد قذاف الدم، أبرز المقربين من الزعيم الليبي الراحل، معمر القذافي، إن بلاده دعمت الرئيس الفرنسي الأسبق، نيكولا ساركوزي؛ “لضمان بقائه كحليف استيراتيجي، وهذه حقيقة لا يمكن نكرانها.”
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها قذاف الدم من مقر إقامته بالعاصمة المصرية القاهرة، مساء الخميس، في مقابلة عبر القمر الصناعي مع فضائية “فرانس 24” الفرنسية.
وقال قذاف الدم في تصريحاته إنه علم من الزعيم الليبي الراحل، ومسؤولين آخرين(لم يسمهم) بمسألة دعم طرابلس للرئيس الفرنسي بالأموال، مضيفًا “وهذا أمر مؤكد”.
وفي رد منه على سؤال حول المبالغ التي قدمتها ليبيا لساركوزي(63 عامًا) قال قذاف الدم “لم أسمع حديث عن مبالغ، كل ما أعرفه أننا قدمنا الدعم له(ساركوزي) لأنه كان حليفا لنا”.
واستطرد قائلا “في تلك الفترة كان القذافي يسعى لتأسيس ما يسمى بالولايات المتحدة الإفريقية، لذلك كان لا بد أن يكون لنا صديق مقرب في الإليزيه من أجل هذه القضية الهامة والإستيراتيجية”
وقذاف الدم، هو أحد أبناء عائلة الرئيس الليبي الراحل، ممن قطنوا بالقاهرة، وكان يشغل موقع منسق العلاقات المصرية الليبية.
وألقى القبض عليه في 2013 بمصر لاتهامه بـ”قتل ضابط شرطة ومقاومة السلطات وحيازة سلاح دون ترخيص”، قبل أن يقوم القضاء المصري بتبرئته في نهاية العام نفسه.
وأمس أول الأربعاء، وجّه القضاء الفرنسي، لساركوزي، اتهامات أولية بالفساد، وتلقيه أموالًا من القذافي، بصورة غير قانونية لتمويل حملته الانتخابية التي فاز بها عام 2007.
وتأتي الاتهامات غداة توقيف ساركوزي لاستجوابه من قبل شرطة مكافحة الفساد الفرنسية، في القضية نفسها.
إلا أن ساركوزي نفى بشكل متكرر ارتكابه مخالفات.
وكانت السلطات الفرنسية فتحت تحقيقا أوليا عام 2013، حول الادعاءات بتلقي ساركوزي أموالا من ليبيا، إبان حملته الانتخابية المذكورة.
وفي 2016، قال رجل الأعمال الفرنسي اللبناني الأصل، زيد تقي الدين، إنه جلب 5 ملايين يورو من ليبيا إلى ساركوزي أواخر 2006.
وينظر المحققون الفرنسيون، وفق “أسوشييتد برس”، بمزاعم تقديم نظام القذافي سرًا لساركوزي 50 مليون يورو، لدعم حملته.
وبحسب الوكالة، فإن المبلغ المذكور تجاوز الحد الأقصى القانوني لتمويل الحملة الانتخابية، والذي كان آنذاك 21 مليون يورو.
وطن اف ام / وكالات