نشرت صحيفة “الغارديان” تقريرا لمراسلها من بيروت مارتن شولوف، يقول فيه إن حزب الله وحلفاءه عززوا مكاسبهم على حساب رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، الذي خسر ثلث مقاعده.
ويجد التقرير، أن الحزب حقق مكاسب سياسية في لبنان، وقوّى من التأثير الإيراني على شؤون الدولة الهشة، بعدما فاز مع حلفائه بغالبية المقاعد، في أول انتخابات تعقد منذ عام 2009، مشيرا إلى أن هذه المكاسب جاءت على حساب الأداء الضعيف لحزب الحريري، حتى في معاقله القوية.
ويقول الكاتب إن الكثيرين من حلفاء الحريري التقليديين التزموا بيوتهم يوم الأحد، لافتا إلى أن السعوديين أثروا على حظوظ الحريري، عندما اعتقلوه في تشرين الثاني/ نوفمبر، وأجبروه على الاستقالة، وفكوا علاقتهم مع لبنان طوال الفترة التي قادت إلى الانتخابات، ولم يصدر عن السعودية أي تعليق على النتائج.
وتشير الصحيفة إلى أن كتلة المستقبل، التي يقودها الحريري، خسرت ثلث مقاعدها، واتهمت أعداءها بالتآمر عليها لإخراجها من اللعبة السياسية، فيما أكد الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، أن أهداف الحزب قد تحققت بشكل وضعه في مركز قوي للتفاوض في مرحلة ما بعد الانتخابات.
ويلفت التقرير إلى أن منظمات العمل المدني لم تستطع كسر المحاصصة الطائفية التي يتميز بها النظام الانتخابي، حيث لم يفز إلا مرشح واحد يمثل هذا القطاع، مشيرا إلى أن الناشطة النسوية جومانا حداد رفضت النتائج، التي خسرت فيها بصعوبة، حيث كانت تخطط لأن تكون صوت القاعدة الشعبية ضد النظام السياسي، الذي يسيطر عليه أمراء الحرب السابقون.
ويفيد شولوف بأن حزب الله كان لاعبا مهما قبل الانتخابات، حيث تأتي مكاسبه في وقت زادت فيه فرص الحرب بين إيران وإسرائيل، التي ردت على النتائج قائلة إنها لن تفرق بين الحزب والدولة، لافتا إلى أن التأثير الإيراني في لبنان من خلال الحزب هو نقطة توتر متزايد بالنسبة لإسرائيل والسعودية، حيث تنظران إلى بيروت على أنها مركز تحكم محوري للتعبير عن التأثير الإيراني في المنطقة.
وتبين الصحيفة أنه بناء على نظام المحاصصة الطائفية، فإن المراكز المهمة في البلد تتم بناء على التمثيل الطائفي، فالرئاسة للطائفة المارونية، ورئاسة البرلمان للشيعة، ورئاسة الوزراء للسنة.
وبحسب التقرير، فإنه لن يتغير أي من هذه الترتيبات، مستدركا بأن الحريري وميشيل عون سيعانيان من الضعف في مرحلة ما بعد الانتخابات، فيما سيحاول حزب الله تأكيد قوته في القضايا التي تهمه.
وينوه الكاتب إلى أن مكاسب حزب الله تتزامن مع التوقعات اليوم بإنهاء التزام الولايات المتحدة بالمعاهدة النووية مع إيران، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة تعد حزب الله جماعة إرهابية، حيث كان تأثيره على الشؤون اللبنانية إشكالية واجهت المسؤولين الأمريكيين والأوروبيين.
وتذكر الصحيفة أن لبنان لا يزال يعتمد على المانحين الدوليين، ويعد في أسفل مؤشر الشفافية العالمية، والأكثر دينا مقارنة مع الدخل القومي العام.
وتختم “الغارديان” تقريرها بالإشارة إلى أن قادة لبنان، بمن فيهم حزب الله، حاولوا تجنب فكرة أن الدولة تابعة للحزب، لكن فوز الأخير وتشدد المواقف الخارجية بشأن الحالة السياسية والاقتصادية للبنان، قد يمثلان تحديا ويطرحان متغيرات جديدة في بلد ليس مؤهلا للتعامل معها.
وطن اف ام / عربي 21