أعلنت رئيسة وزراء بريطانيا، تيريزا ماي، أن بلادها ستحتفل بفخر، بالذكرى المئوية لصدور وعد بلفور الشهير، الذي تعهَّد فيه وزير الخارجية البريطاني “آرثر بلفور”، عام 1917، بدعم بلاده لمنح اليهود وطناً في فلسطين.
وقالت ماي، أثناء الرد على الأسئلة خلال جلسة لمجلس العموم البريطاني، وهو الغرفة السفلى من برلمان البلاد، اليوم الأربعاء: “إننا نشعر بالفخر بالدور الذي لعبناه في إقامة دولة إسرائيل، ونحن بالتأكيد سنحتفل بهذه الذكرى المئوية بفخر”.
إلا أن ماي أضافت مع ذلك، في إشارة إلى مواقف الفلسطينيين من هذه الوثيقة: “علينا أيضاً فهم الشعور الموجود لدى بعض الناس بسبب وعد بلفور، ونعترف أن هناك مزيداً من العمل يجب القيام به”.
وفي ردها على سؤال من روبيرت جينريك، النائب من حزب المحافظين، أكدت ماي دعم حكومتها لحل الدولتين كوسيلة لتسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، موضحة في هذا السياق: “إن ذلك يمثل هدفاً مهماً” وفق قولها.
وأضافت رئيسة الوزراء البريطانية: “من المهم أن نعيد التأكيد على ضمان الأمن والاستقرار والعدل لكل من الإسرائيليين والفلسطينيين، من خلال مثل هذا السلام طويل الأمد”.
وشدَّدت ماي مراراً على عزم بريطانيا الاحتفال بمئوية “وعد بلفور”، حيث قالت في ديسمبر/كانون الأول الماضي، إن “هذه الرسالة واحدة من الأهم في التاريخ”، مضيفة: “إنها تظهر الدور الحيوي، الذي قامت به بريطانيا في إقامة وطن للشعب اليهودي، وسنحتفل بهذه الذكرى المئوية بفخر”.
وتأتي هذه التصريحات في الوقت الذي يصرُّ فيه المسؤولون الفلسطينيون على ضرورة اعتذار بريطانيا عن إصدار هذه الوثيقة.
وفي كلمة ألقاها من منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة، يوم 20 سبتمبر/أيلول الماضي، طالب الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، السلطات البريطانية الحالية بتقديم اعتذار عن إصدار “وعد بلفور” عام 1917، ومنح تعويضات للفلسطينيين على احتلال أراضيهم، الذي مهَّدت رسالة الوزير البريطاني بلفور الطريق له.
وجدَّد عباس بالتالي مطالبته لبريطانيا، التي أعلن عنها في الدورة السابقة للجمعية العامة للمنظمة العالمية عام 2016.
يذكر أن “وعد بلفور” يمثل رسالةً بَعَثَ بها وزير الخارجية البريطاني، آرثر بلفور، في 2 نوفمبر/تشرين الثاني من العام 1917، إلى اللورد اليهودي ليونيل وولتر دي روتشيلد في تلك الفترة، أعلن فيها عن دعم بريطانيا لإقامة دولة لليهود في فلسطين.
وطن اف ام