اعتبر موقع فرنسي أن روسيا تستعد حاليا لتغيير السلطة السياسية في سوريا، موضحا ان الروس لديهم خطة لاستبدال النظام الحاكم في سوريا منذ تدخلهم عام 2015.
وذكر تقرير لموقع “أتلنتيكو” أن وقت التفاوض الروسي على تغيير السلطة السياسية في سوريا قد حان، لأن الوضع الميداني شمال سوريا ثابتاً على حاله، مضيفا أنه لا يمكن استرداد المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة شمالي البلاد، حتى بدعم من الميليشيات الإيرانية والقوات الروسية، لأن قوات النظام لا تملك الوسائل التقنية والبشرية اللازمة لذلك، لافتاً أن تركيا يمكن أن تدعم المعارضة في حالة الطوارئ.
ولفت التقرير بحسب ما ترجم موقع (عربي 21) أن كل الظروف لبدء مفاوضات جدية باتت متاحة أمام روسيا التي حصلت على ما أرادته، وهو الوجود العسكري في البلاد على المدى الطويل، لكن دون الأسد وعائلته، ولا سيما في ظل الانسحاب الأمريكي التدريجي من سوريا لأن مصالحها المباشرة باتت في مناطق أخرى، والانشغال الإيراني في التوتر المتصاعد مع السعودية والإمارات في ظل العقوبات الأمريكية، وتركيز السعي التركي للحفاظ على أمن حدودها الجنوبية.
ويرى الموقع الفرنسي أن التغيرات الأمنية الأخيرة التي طالت رؤساء إدارات المخابرات العامة والجوية وشعبة الأمن السياسي ومدير إدارة الأمن الجنائي لا يمكن أن تكون من قبيل المصادفة، ويوضح أن لموسكو – التي سيكون لها الأسبقية على طهران في سوريا – تأثيرا في مثل هذه التغيرات.
في السابع من الشهر الجاري، عُين اللواء علي مملوك، المستشار المقرب لبشار الأسد وأحد الأعضاء المؤسسين لأجهزة المخابرات التابعة للقوات الجوية، نائبا للرئيس مكلفا بالأمن.
وأورد الموقع أن مهام مملوك السابقة دفعته إلى مقابلة العديد من المسؤولين الأجانب، سواء في سوريا أو خارجها، فقد انتقل إلى موسكو والقاهرة وعمان رسميا، واستقبل بشكل سري في أنقرة وجدة وحتى روما، وقد يكون مملوك قد التقى بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الذي استقبله بحفاوة، ويمكن لترامب الاستغناء عن رأي أوروبا من أجل الحصول على بداية اتفاق سيصوره على أنه نجاح شخصي له في الانتخابات الرئاسية المقبلة لسنة 2020.
وأضاف “أتلنتيكو” أن علي مملوك، المسلم السني، موضع شكوك من قبل بعض المراقبين، وتجدر الإشارة إلى أن هذا الأمر ينطبق على العديد من المعيّنين الجدد، وهو ما يعد من الناحية السياسية أمرا غير اعتباطي في دولة ذات أغلبية سنية، التي ينتمي معظم قادتها الحاليين إلى الطائفة العلوية.
وأورد التقرير أن استبدال جميع مسؤولي المخابرات لا يمكن أن يكون من قبيل المصادفة، ويرى البعض أن لموسكو، التي سيكون لها الأسبقية على طهران في سوريا، تأثير في مثل هذه التحويرات، ويجب الانتظار حتى يتم تأكيد أن الروس سيطروا حقًا على سوريا، ولكن تكمن المشكلة في أن السكان المدنيين هم الذين يدفعون ثمنا باهظا لاستمرار وضع الحرب منذ سنة 2011.